٢ ـ كيف لم يحل الحول وأحد ممن حضر حيّ ، مع أن أبا سفيان قد كان في جملة من حضر ، وقد بقي بعد ذلك عشرات السنين ، هذا بالإضافة إلى كثيرين ذكرت أسماؤهم؟
بل تقدم : أن أكثر أهل مكة كانوا حاضرين ، فلو كان أكثرها قد هلك ، قبل أن يحول الحول ، فلماذا يحتاج النبي «صلى الله عليه وآله» إلى خوض حرب الخندق ، وما بعدها من حروب إلى فتح مكة؟
ألم يكن بإمكان الرسول «صلى الله عليه وآله» أن يهجم حينئذ على مكة ، ويستولي عليها ، ولماذا ينتظر إلى سنة ثمان من الهجرة أي حوالي أربع سنين من هلاك أكثر أهل مكة؟!
ولا ندري بعد هذا ما المقصود بقولهم : إنهم قتلوا في الخندق متفرقين ، ونحن نعلم أنه لم يقتل في الخندق من المشركين سوى عدة قليلة معروفين بأسمائهم وأعيانهم ، كما سيأتي.
توجيهات لا تجدي :
والغريب في الأمر : أننا نجد الزرقاني والسهيلي يتبرعان بحل هذا المشكل على النحو التالي :
إن دعوة خبيب أصابت منهم من سبق في علمه تعالى : أن يموت كافرا ، وأما من سبق في علمه تعالى أنه يسلم : فلم يعنه خبيب ، ولا قصده في دعائه فلم تصبه.
وعلامة استجابة دعوته : أن من هلك بعد الدعوة ، فإنما هلك بددا ، لأنهم قتلوا غير معسكرين ، ولا مجتمعين ، كاجتماعهم في بدر وأحد ، لأن