من يومه برحبة مصلى باب النصر في مشهد متوسط ثم دفن في تربة في نواحي تربة الظاهر برقوق وذمته مشغولة بما يفوق الوصف. وقد بسطت ترجمته في الذيل على القضاء وغيره بما يضيق المحل عنه رحمهالله وإيانا وعفا وأرضى عنه أخصامه.
ومما كتبته عنه قصيدة نظمها وهو بالقدس أولها :
قلب المحب بداء البين مشغول |
|
كما حشاه بنار البعد مشعول |
وطرفه الليل ساه ساهر زرب |
|
فدمعه فوق صحن الخلد مسبول |
وله مما يقرأ على قافيتين :
قلت له لما وفى موعدي |
|
وما لقلبي لسواه نفاق |
وجاد بالوصل على وجهه |
|
حبي سما كل حبيب وفاق |
وترجمة الحنبلي في «در الحبب» وهو جد والده لأمه ، كما ذكره في ترجمة شمس الدين ابن آجا المتقدمة فقال بعد سرد نسبه : والشحنة كما قال ابن حجر في إنبائه هو جده محمود الأول وليس مراده به ولد غازي على إرادة الأول في العبارة عند سرد رجال النسب بل ولد ختلو الأول في الوجود ، فقد ذكر صاحب الترجمة في شرحه على المائة الفرضية التي لوالده أن الشحنة صفة لجد جد جد والده فاشتهر أولاده بها.
قال : والشحنة في اللغة عبارة عن النائب الكافي ، ومنه استعير لعلي بن أبي طالب رضياللهعنه شحنة النجف ، وفي البلد من فيه الكفاية لضبطها من جهة السلطان ، إلى أن نقل عن الصاحب كمال الدين بن العديم أنه قال في ترجمته : الأمير حسام الدين شحنة حلب ، كان في شبابه ينوب في الشحنكية بحلب ، ثم استقل بها في أيام الملك الصالح إسماعيل ابن زنكي ، وبعده ، وبنى مدرسة لأبي حنيفة (١) وإلى جانبها مسجدا لله تعالى ووقف وقفا على الصدقة وفكاك الأسرى. وعلت سنه حتى قبل إنه جاوز المائة ، وقد ناوله كاتبه كتابا كتب عنه ليعلم عليه فتناوله ويده ترتعش ، فأنشد لبعضهم (٢) حيث قال :
__________________
(١) هي تحت القلعة في الجهة الغربية منها وقد تقدم الكلام عليها في الجزء الرابع [ص ٣٧٤] وقلت ثمة إني لم أقف له على ترجمة ، ثم وجدتها هنا لكنه لم يذكر تاريخ وفاته وهي في نواحي سنة ٦٣٠.
(٢) هو أسامة بن مرشد صاحب شيرز. انظر ترجمته في الرابع [ص ٢٦١].