زاوية الشيخ خضر :
هذه الزاوية على شاطىء قويق شمالي حلب ، أنشأها الرئيس بدر الدين بن زهرة منتزها وأخرج منها أمواتا منهم امرأة بنقشها ، لأنها كانت مقبرة ، فرفع فيه قصة منظومة وقصيدة على لسان الأموات إلى السلطان فصادره. ثم انتقلت بعد ذلك إلى شمس الدين محمد بن العجمي وزين الدين ابن النصيبي.
وهذه الزاوية بها بحرة عظيمة ليس في حلب مقدارها ، وبها إيوان وبه مناظر على نهر قويق والبساتين. ولما انتقلت إلى ابن العجمي وزين الدين بن النصيبي المتقدمين اغتصبها جلبان كافل حلب منهما وأمر بنفيهما ، فابتاعها منهما قهرا وجعلها زاوية للأحمدية والأدهمية بشرط أن يضاف من نزلها من الطوايف الثلاثة ثلاثة أيام. ثم إنها تشعثت في فتنة تيمر فرممها أقباي مملوك المؤيد ووقف عليها وقفا بأنطاكية. وخضر المذكور كان عجمي الدار ا ه.
أقول : ولا أثر لها الآن ولا أدري متى دثرت.
٤٢٧ ـ كمال الدين عمر بن عثمان المعري قاضي حلب المتوفى سنة ٧٨٣
عمر بن عثمان بن هبة الله بن معمّر قاضي القضاة كمال الدين أبو القاسم المعري الحلبي الشافعي.
مولده سنة اثنتي عشرة وسبعمائة تخمينا. ولي قضاء بلدة المعرة واشتغل بحماة على ابن البارزي قاضيها ، وسمع من الحجار والمندومي ، وولي قضاء حلب في سنة ثلاث وخمسين وسبعمائة عوضا عن القاضي نجم الدين محمد الزرعي وباشرها أشهرا قليلة ، ثم عزل بالقاضي نجم الدين المذكور ، ثم وليها في سنة سبع وخمسين عوضا عن القاضي نجم الدين بحكم وفاته ، واستمر حاكما بها مدة أربع عشرة سنة ، ثم نقل إلى قضاء الشام فأقام به مدة ، ثم ولي حلب وولي القضاء بطرابلس أيضا. وكان قليل العلم ، ومن العجب أنه ولي دار الحديث الأشرفية بدمشق انتزعها من الحافظ بن كثير مع أن شرطها أن يكون من أعلم أهل البلد بالحديث ، فمنعته الطلبة وعدوا عليه غلطات وفلتات ، منها أنه قال الجهبذ فنطق بها بضم الجيم وفتح الهاء ، وقد حدث. سمع عليه بحلب شيخنا أبو إسحق الحلبي وأبو المعالي بن عشاير.