وراء بستانه وعمارته العظمى المشرفة على ناعورة الزاوية الخضيرية بحلب ا ه. (در الحبب).
وترجمه الحافظ السخاوي في ضوئه ترجمة مختصرة ، ومما قاله : كان أبوه تاجرا فنشأ هذا شافعيا ، ثم ساعده أبوه وبذل عنه حتى عمل قضاء المالكية وصرف به الجمال يوسف ابن النحريري وصار القضاء بينهما نوبا فتارة هذا وتارة ذاك ، إلى أن حصل الاتفاق بينهما على ترك السعي على صاحب الترجمة ويلتزم به بخمس مخلفات أو نحوها في كل يوم ، ووفى له بها حتى مات في أثناء سنة ست وتسعين [تقدمت ترجمته قريبا] ولم يعش هذا بعده سوى نحو أربعة أشهر ومات في صفر سنة سبع وتسعين واستقر ابنه الشمس محمد في القضاء ببذل فيه وفي المصالحة عن تركة أبيه ا ه.
٦٥٠ ـ إسكندر بن أبجق المتوفى سنة ٨٩٧
إسكندر بن محمد بن محمد الخواجه زين الدين التركماني الحلبي المشهور بابن أبجق.
كان من التجار المعتبرين والرؤساء المعمرين حتى تأهل ببنت القاضي شمس الدين بن آجا أحد قضاة العسكر بالقاهرة المعزية في الدولة الجركسية على ما سنوضحه في ترجمته ، ثم ماتت فتأهل ببنته الأخرى ، وملك دارا لطيفة بزقاق الملك الزاهر في قفا داره. وكان من الثروة الزائدة بمكان لما إنه كان قد دخل الهند بعد ما حج ففاض ماله ولم تخب آماله. وأنشأ عمارة حسنة بالجبيل الصغير تشتمل على مسجد وتربة لدفنه ودفن موتاه من أولاده ونسله وعقبه وذوي أرحامه وزوجاته وعتقائه وأرقائه حسبما وجدته في كتاب وقفه رأي عين ، وبها دفن في طاعون سنة سبع وتسعين وثمانماية.
آثاره في حلب :
وهو الذي جدد سقف قبلية جامع الناصرية ، وتلاه ولده الجمال يوسف قاضي الحنفية بحلب فجدد ربعة شرقية (١) وقفها وصار يحسن لمن يفرقها فيه إلى أن وقفت الآن على فقير
__________________
(١) في الأصل : شريف ، ولعل الصواب ما أثبتناه نقلا عن مطبوعة در الحبب.