مال عريض. وكان ينظر على ما يقريه من المنهاج ويحفظه وينقله ، ثم بعد ساعة ينساه كأن لم يكن ، ودرس منهاج البيضاوي في آخر عمره ا ه.
٥٨٨ ـ محمد بن عمر بن النصيبي المتوفى سنة ٨٥٧
محمد بن عمر بن أبي بكر بن محمد بن أحمد بن محمد بن عبد القاهر (١) بن هبة الله ابن عبد القادر بن عبد الواحد بن هبة الله بن طاهر بن يوسف بن محمد الضيا بن الزين ابن الشرف بن التاج أبي المكارم بن الكمال أبي العباس بن الزين أبي عبد الله القرشي الأموي الحلبي الشافعي والد عمر وأبي بكر ، ويعرف كسلفه بابن النصيبي نسبة لبلد نصيبين جزيرة ابن عمر ، من بيت كبير معروف بالرياسة والجلالة يقال إنهم من ذرية عمر بن عبد العزيز.
ولد كما قرأته بخطه في أواخر سنة إحدى وثمانين وسبعماية بحلب ونشأ بها فحفظ القرآن وصلى به في جامعها الأموي ، والمنهاج وألفية النحو وعرضها على ابن خطيب المنصورية قبل الفتنة. واشتغل قليلا ولازم البرهان الحافظ وحج معه في سنة ثلاث عشرة وثمانمائة وكانت الوقفة الجمعة. وسمع على ابن المرحل وابن صديق والسيد العز الإسحاقي ومحمد ابن محمد بن محمد بن الطباخ وغيرهم. وولي ببلده توقيع الدست وقضاء العسكر ، بل وتدريس السيفية والإعادة بالظاهرية وناب في كتابة سرها ، بل عرضت عليه مرة استقلالا فامتنع ، كل ذلك مع دماثة الأخلاق والثروة والعقل والحشمة والرياسة. وقد حدث سمع منه الفضلاء. وقدم القاهرة فقرأت عليه بعض الأجزاء ، ورجع في محفة لكونه كان متوعكا فأقام ببلده حتى مات في ذي القعدة سنة سبع وخمسين ودفن بحوش بالقرب من الدقماقية.
وكتب لشيخنا حين كان بحلب من قوله :
العبد طولب بالجواب عن الذي |
|
لم يخف عنكم عن سؤال السائل |
فانعم به لا زلت تنعم مفضلا |
|
بفوائد وعوائد وفواضل |
وترجمه الحافظ أبو ذر في كنوز الذهب ، ومما قاله في ترجمته : أنه كتب في ديوان الإنشاء ، وقرأت عليه قطعة من الاستيعاب بسند والدي عن السيد عز الدين نقيب
__________________
(١) في الأصل : عبد القادر ، ولعل ما أثبتناه نقلا عن الضوء اللامع هو الصواب.