قل لمن غادر القريض احتقارا |
|
طالع السعد في ذرى الأشعار |
ولكم طالع سعيد رآه |
|
فارس الشعر سعدنا الأنصاري |
وكان يكثر من أن يقول : الأولى بذوي الألباب سد هذا الباب ، حيث سمع ممن حضر مقالة لا يرضى بها عن غيبة أو نحوها. غير أنه صدرت منه مرة من المرات هفوة شعرية ولم يشعر أنه سيطلع عليها ، وذلك أنه كتب لقاضي حلب سنان الدين يوسف الروميّ الأماسيّ قصيدة يمدحه بها ، فإذا هي قصيدة شيخنا العلاء الموصلي التي مدح بها آخر قضاتها في الدولة الجركسية الجمال يوسف الحنفي وقال في مطلعها :
الورد من وجنات خدك يقطف |
|
والشهد من جنبات ثغرك يرشف |
غير أنه ذيلها بأبيات من نظمه خفيفة منها قوله :
تالله ما مدحي لأجل جوائز |
|
تعطى عوض ما قلت يا متشرف |
فسكّن ضاد عوض ولو لضرورة الشعر ، وقال يا متشرف فأشرف بيته على الانهدام ، لأنه يقال للأسلمي المتشرف بدين الإسلام ، فيلزمه كما ناقشه القاضي معروف الصهيوني الدمشقي وهو يومئذ بحلب أن يكون الممدوح أسلميا. ويعضد مناقشته ما سمعناه ممن به وثقنا أنه كان بحلب وقف يعرف بوقف الأسارى والمتشرفين بدين الإسلام يعطى منه نصيبه من أسلم أو أسر فأطلق فقدم حلب (١).
توفي القاضي سعد الدين مخنوقا بدمشق لمال كثير كان متهما بجمعه والحرص عليه في صفر سنة ثلاث وخمسين وتسعمائة.
٨٢٦ ـ حسن الينابيعي المتوفى سنة ٩٥٣
حسن بدر الدين الشيخ السرميني الشافعي المشهور بابن الينابيعي.
توفي سنة ثلاث وخمسين. وكان عالما فاضلا ، تلمذ للبدر السيوفي وغيره ، وأدرك الشيخ جاكير صاحب الزاوية المشهورة بسرمين وأخذ عنه القراءات ، وكان من العارفين بها ، وله الآن بها مصحف بخطه يعتمد عليه فيها.
__________________
(١) في الأصل : فعدم بحلب ، وهو تصحيف.