المصحف فقرأه بإذن الله تعالى ، ثم أمره أن يطالع كتاب قمع النفوس. ولم يزل يزوره بنية التربية حتى اعتقده أهل قريته وكثير من أهل القرى وصار له سماط وبساط ، ثم أقام بحلب يدرس الفقه ، وكان راسخ القدم فيه ، وكان ممن انتفع به عمي القاضي كمال الدين الشافعي ، ثم كانت وفاته بها في آخر ذي الحجة سنة خمس عشرة أو أوائل المحرم سنة ست عشرة وتسعماية ودفن بالقرب من التربة الخشابية (١) داخل باب قنسرين بعد مكاشفة بوفاته حصلت من الشيخ محمد الخراساني النجمي ، فإنه عزم ذات يوم على زيارة الشيخ موسى ، فبينما هو في الطريق إذ سأل سائل عن محل توجهه فأخبره أنه بصدد زيارة الشيخ لقرب مضيه إلى عالم البرزخ ، فلما زاره حصل بينهما من البسط ما الله أعلم به بعد أن كان الشيخ موسى من المنكرين عليه قبل اجتماعه به ، ثم كان مرضه داعيا له ، رحمنا الله تعالى وإياه.
وستأتي ترجمة ولده يحيى المتوفى سنة ٩٥٣ وولد ولده موسى واقف الوقف على ذريته ومصالح زاوية جده هذا الكائنة في محلة باب قنسرين.
٦٨٠ ـ حسين بن محمد بن الشحنة المتوفى سنة ٩١٦
حسين بن محمد بن محمد قاضي القضاة أبو الطيب عفيف الدين ابن قاضي القضاة أبي اليمن أثير الدين ابن قاضي القضاة أبي الفضل محب الدين ابن الشحنة الشافعي خال والدي.
ولد على ما وجدته بخط والده سنة ثمان وخمسين وثمانمائة ، وولي قضاء حلب وكتابة السر بعد أن حصل بالقاهرة طرفا من العلم وأجيز بصحيح البخاري بها قراءة سنة سبع وسبعين عن الشيخ شهاب الدين أحمد بن عبد القادر بن محمد بن طريف الشاوي بالشين المعجمة المصري الحنفي الصوفي ، وهو خاتمة من يروي عن أبي المجد الخطيب الدمشقي ، ومن شيوخه بحلب العلم المشهور ملا علي الشهير بقل درويش الخوارزمي قرأ عليه بها شرح جمع الجوامع للمحلي عن أخيه في نسخة كتبها بيده ، ولما أكمل قراءتها عليه أثنى
__________________
(١) أي في الزاوية المعروفة به إلى الآن لكن لا أثر لقبره الآن ولعله كان في حجرة هناك.