الطلاب. وكانت إفادته باليشبكية المجاورة لدار العدل بحلب بسبب تأديبه الأطفال بها وقناعته مع جلالة القدر بما له من المعلوم النزر ، ومن ثم اشتهر بفقيه اليشبكية ثم بمواضع شتى بحسب اختلاف مساكنه كالشرفية ومسجد النارنجة ومسجد زبيدة.
وقد انتفع به كثيرون من فنون كثيرة ، منها العربية والمنطق والحساب والفرائض والفقه والقراءات والتفسير ، وكنت ممن انتفع به في العربية والمنطق والتجويد إلى أواخر سنة ثلاثين وتسعمائة ، مع أنه شيخي بالإجازة أيضا حسب إجازته العامة للحلبيين ولمن أدرك أصوله المسطرة عنده بإذنه لانكفاف بصره في ذيل الاستدعاء المسطر بخط الزين عمر الشماع المحفوظ في ثبته المؤرخ بثالث عشر ذي القعدة سنة سبع وعشرين.
وكان مع انكفاف بصره في آخر عمره غير منكف عن الإفادة وعلى جاري العادة ، بحيث لم يعدل تقريره عن الصواب ، ولا أذنت شمس بصيرته بالأفول والذهاب.
وكان لما كف بصره قد رأى النبي صلىاللهعليهوسلم في المنام قد وضع يده الشريفة على إحدى عينيه قال : فكانت لها بعد تلك الرؤيا رؤية كما نقل لنا عنه صاحبنا الشيخ الصالح برهان الدين إبراهيم الصهيوني.
ثم كانت وفاته ليلة الثلاثاء رابع عشر جمادى الآخرة سنة ثلاث وثلاثين ودفن غربي حلب تجاه ضريح الشيخ ثعلب صاحب المزار المشهور ، رحمنا الله وإياه.
٧٣٨ ـ الست حلب بنت أغلبك المتوفاة سنة ٩٣٣
الست حلب المحجبة الكبرى بنت الأميري الكبيري الكافلي الفخري عثمان بن أغلبك الحلبي الحنفي والدها الماضي ذكره.
تزوجها المقر المحبي محمود بن آجا كاتب الأسرار الشريفة بالديار المصرية وسائر الممالك الإسلامية وحظي بها مالا كما حظيت به جمالا ، وأثرت من أوقاف أبيها ومنه قدرا لا يعبر عنه. وصارت وهي بالقاهرة تخرج في كل شهر إلى حضرة خوند زوجة السلطان الغوري فتعظمها ، إلى أن حضرت وهي هناك طاب الزمان الحبشية سرية قاضي القضاة عبد البر ابن الشحنة فجلست فوقها قائلة : إن سيدي أعلى درجة من زوجك منصبا وعلما ، فلم يجسر أحد من سائر الخوندات الحاضرات هناك على منعها ، وثارت العداوة من بعد بين