مطلة على الجامع الكبير من شباك أحدث في حائط الجامع بعد فتنة كبيرة ، فشرط واقفها على نفسه أنه لا يمنع أحدا من الجامع أن يدخل ليستنجي فيها ، فسكنت الفتنة حينئذ. قال والدي في تاريخه : أنشأها بعد وفاة ولديه الحسن والحسين شيخنا علاء الدين علي ابن بدر الدين محمد بن محمد بن هاشم بن عبد الواحد بن أبي العشاير. ثم إن ولده ناصر الدين محمد غير ذلك (ستأتي ترجمته قريبا) وجعل نفسه الواقف ، وزاد ونقص في الأعيان والشروط. انتهى. وشرط فيها مدرسا على مذهب الإمام الشافعي وملقنا للقرآن. وهي لطيفة وفيها إيوان منجور من صنعة أولاد عبد الله القلعيين فرد في بابه. ا ه.
أقول : قد رأيت الوقفية وهي محررة سنة ٧٨٦ ، وقد ذكر فيها أن الواقفين علي ومحمد (الواقف وولده) وعمر بن إبراهيم بن قاسم ، وهذا أيضا من بني الخطيب. وباب هذه المدرسة من الزقاق الذي هو تجاه المدرسة الشرفية ، وفيها بيوت وداخلها قاعة واسعة حسنة البناء تعد من الآثار القديمة التي في حلب ، فيها محراب وبئر ماء. وقبل سنين كان بعض المشايخ يؤدب فيها الأطفال ، ولما مات بطل ذلك. ولها باب كبير تخرج منه إلى الرواق الشمالي من الجامع الكبير وهو الشباك الذي ذكره أبو ذر ، ويظهر أنه اتخذ بابا بعد الألف بقليل في زمن ساكن هذه القاعة الشيخ عبد الوهاب العرضي أو ولده أبي الوفا وقد كانا من مدرسيها ، وإلى الآن يتناوبها المدرسون ، غير أني من أوائل هذا القرن إلى هذه السنة لم أرها مفتوحة ولم أر بها مدرسا قط. ويسكن هذه المدرسة الآن البديعة شخصان من بني الخطيب وقد اتخذا هذه القاعة البديعة مطبخا فساء بذلك حالها وذهبت بهجتها ولله الأمر.
٤١٣ ـ القاضي موسى بن فياض الحنبلي المتوفى سنة ٧٧٨
موسى بن فياض بن موسى بن عبد العزيز بن فياض الحنبلي قاضي القضاة المتوفى سنة ٧٧٨ أبو البركات شرف الدين المقدسي الصالحي الحنبلي.
قدم إلى حلب ودرس ، وكان سمع من الحجار وحدث عنه. وسمع عليه ابن عشائر وبرهان الدين المحدث. وهو أول من ولي قضاء الحنابلة بحلب في سنة ٤٨ واستمر خمسا وعشرين سنة. وكان صالحا ورعا مطرح التكلف معظما للشرع. ومات سنة ٧٧٨ عن نيف وتسعين سنة ، قاله ابن حبيب.