خرق فيه عادته من الإقامة بمكانه ذلك وقال له : مالك لا تنادي بالاستمطار؟ فسأله الدعاء ونادى بالاستمطار ، فدعوا فأمطروا. واتفق له أنه زاره يوما ومعه الأمير حسين الميداني ، فأحضر وعاء فيه دجاج وغيره لضيافة كافل حلب المذكور ، فسأل الشيخ وهو في داخل قبته في الأكل معهم ، فخرج وأخذ يلقم لكل كلب دجاجة ، ثم إنه ألقى الوعاء على وجهه ونادى الكلاب قائلا : إنه لا يصلح طعام الكلاب إلا للكلاب.
ولما قدم من القاهرة الأمير علان الدوادار الثاني الذي جاء من قبل الأشرف قانصوه الغوري إلى سلطان المملكة الرومية ونوى السفر من حلب أشار عليه كافلها بزيارته فزاره صحبة الكافل ، فلما تمم دعاءه قال : روح من هنا ، وأشار إلى جانب الروم ، فلما عاد متوجها إلى القاهرة أعاد زيارته فقال له : روح من هنا ، وأشار إلى جانب القاهرة بعد أن أمسك الشيخ لحيته في المرة الأولى فصبر عليه ولم يكترث له. وكانت وفاته ودفنه بالقبة المذكورة سنة تسع عشرة وتسعمائة.
٦٨٥ ـ محمد التركماني المشهور بمنلادراز المتوفى سنة ٩٢٠
محمد التركماني الحنفي المشهور بمنلادراز وبمنلاسيدي بفتح السين وسكون المثناة التحتية.
كان من أكابر تلامذة الجلال الدوّاني وممن قطن حلب فقرأ عليه جماعة وهو في حجرة بالمدرسة الجاولية. توفي سنة عشرين وتسعمائة. قال تلميذه الشمس بن بلال : ولما مات رأيته في المنام فسألته : ما فعل الله بك؟ فقال : عاتبني عتابا كثيرا ثم غفر لي بما في صدري من العلم أو كلاما يشبهه.
٦٨٦ ـ محمد بن إبراهيم العرضي المتوفى سنة ٩٢٠
محمد بن إبراهيم بن محمود القاضي شمس الدين العرضي الأصل الحلبي النقيب الشافعي.
لازم العلاء الشرابي وصارت له فضيلة علمية إلى أن وقع بينه وبين البدر السيوفي شنآن