من الآلات التي كانت لمدرستك ، والآن قد جعلنا ما بيدك من الأقاطيع لك لتنفقه عليها ، فلما عاد وقف عليها ما سمح له به.
ولما دخل السلطان سليم شاه حلب ومر بالبياضة وذلك في سنة اثنتين وعشرين جلس الأمير علي في أحد شبابيك مدرسته ليراه ويرى عسكره ، فلم يتم اليوم الثاني إلا وقد انتقل إلى رحمة الله تعالى.
٦٩٥ ـ أبو بكر بن أحمد بن السفّاح المتوفى سنة ٩٢٢
أبو بكر بن أحمد بن عمر بن صالح القاضي تقي الدين ابن الجناب الشهابي ابن القاضي زين الدين المعروف بابن أبي السفاح وبابن السفاح المرداسي الحلبي الشافعي كاتب سر حلب وناظر جيشها في آخر الدولة الجركسية.
ولي كلتا الوظيفتين أسوة جده عمر وغيره من الأجداد. وكانت له شهامة ورئاسة وسخاء وسكينة على صمم عنده ونقرس كان يعتريه.
مات مقتولا سنة اثنتين وعشرين ودفن بمقبرة جده بالسفّاحية.
وكان السبب في قتله أنه لما نزل السلطان سليم شاه بن عثمان على حلب تعرض لجماله طائفة من قبيلة زغب فسرقوا منها شرذمة وساقوها ولم ينتطح فيها عنزان ، ثم إن السلطان أبرز أمره لقراجا باشا أول من كفل حلب في دولته ولعبد الكريم جلبي دفتر دارها بأن يتتبعوا السراق ، واتفق أن مدلجا أمير الشام نزل عنده بحلب ومعه فرقة من زغب لم يكونوا من السراق إلا أنهم خافوا على أنفسهم من سطوة السلطان فأرسلوا إلى كافل حلب يطلبون منه الأمان على لسان القاضي تقي الدين بمساعدة مدلج ، فأمنهم فدخلوا حلب بأمانة ومشوا في رد الجمال وطلب الأمان للباقين ، فالتزم القاضي تقي الدين برد الباقين من قبيلتهم ورد ما سرقوه بعد التوجه إليهم متبرعا بالقول. ثم أبدى لعمي قاضي القضاة الكمالي الشافعي ما وقع من التزامه إليهم وهو منشرح الصدر ظنا منه أنه يفي بما وعد به وينال في مقابلته رفعة من قبل السلطان ، فأشار عليه بترك ذلك خوفا عليه من القتل ، فندم على ما صدر منه ، فعاد إلى كافل حلب ودفتر دارها فطلب منهما أن يعفى من هذه الورطة فلم يقبل منه ، فأرسل معه سرية فتوجه إليهم فقتلوه وقتلوا معه جماعة ثم جيء به من المفازة بعد