همة إذا انتدب في الأمور المهمة ، وتردد الكثير من الأكابر إليه.
حكى أنه ورد عليه في بعض الأيام خوجه فتح الله بن المرعشي وخوجه سعد الله الملطي وخوجه روح الله القزويني في طلب حاجة مهمة فأجابهم إلى ملتمسهم قائلا : كيف أراد فتح الله وسعد الله وروح الله وكل واحد منهم ينتسب إلى الله ، ما بقي لي فيكم حيلة باتفاقكم علي.
وكانت وفاته كما قيل بسمّ دسه إليه عيسى باشا وهو بدمشق مع واحد من جماعته ركب معه ذات يوم إلى خارج حلب فاحتال عليه وأطعمه ، فما عاد إلا وتوفي وذلك في سنة أربع وثلاثين رحمهالله تعالى.
الكلام على جامع الميداني :
موضع هذا الجامع في المحلة المعروفة بترب الغرباء شمالي الكنيسة التي هناك بينهما خطوات ، وهو عامر تقام فيه الصلوات الخمس والجمعة. طول قبليته نحو أربعين ذراعا وعرضها نحو سبعة أذرع ما عدا الجدران التي يبلغ سمكها نحو ذراعين ، وفيها محرابان.
وفي شرقيها حجرة تبلغ ثمانية أذرع في مثلها فيها ضريح يقال له الشيخ عبد الله وهو أقدم من بناء الجامع كما تقدم. وصحن المسجد على طول القبلية وعرضه نحو ثمانية أذرع ، وفيه مصطبة أنشأها الشيخ عبد القادر سالم سنة ١٣٢٤ ، وإلى جانبها حوض كبير كان صغيرا وسعه المذكور تلك السنة ، وكذلك جدد باب الجامع ووسعه وجاء تاريخه (تمت محاسن جامع الميداني ١٣٢٤). وشمالي الصحن حجرة يؤدب فيها بعض المشايخ الأطفال ، وفي شماليه بجانب هذه الحجرة منارة قصيرة فيها شيء من الزخرفة من وسطها إلى موقف المؤذنين على نسق منارة جامع السفاحية والجامع العمري. ووراء هذه المنارة وتلك الحجرة قبور كثيرة ، وكذا في غربي الصحن وفي مدخل باب الجامع.
وقد كان المتولي على هذا الجامع الشيخ سالم المهتدي ، وفي أثناء توليته وذلك في سنة ١٢٩٨ ه و ١٨٨٠ م حكر أرضا واسعة قبلي الجامع كانت مقبرة للمسلمين تعرف بترب الغرباء وشرع في بنائها كنيسة ، فضج أهل المحلة لذلك وراجعوا جميل باشا الحاكم وقتئذ ، غير أنه لم يلتفت لمراجعتهم بل نفى منهم وقتئذ الحاج محمد النشار ومصطفى الخلاصي الطبيب ، ثم أرجعهما بعد مدة بتوسط جماعة بعد أن كان قضي الأمر وتم بناء الكنيسة ،