الشيوخ بعد محمد بيرق الرفاعي مع دين وعدم عينه (لعله غيبة). مات في أواخر سنة تسع وثمانين وخلف أولادا ا ه.
٦٤١ ـ أبو بكر الباحسيتي المتوفى سنة ٨٩٠
أبو بكر بن أحمد بن إبراهيم التقي ابن الشهاب أبي العباس ابن البرهان الباحسيتي ، وباحسيتا حارة منها بحذاء باب الفرج ، المصري الأصل البسطامي الشافعي ويعرف هناك بابن المصري.
ولد في أول سنة إحدى عشرة وثمانماية أو آخر التي قبلها بحلب ونشأ بها ، فقرأ القرآن على عبيد البابي وبه تفقه ، وكذا اشتغل على الزين عبد الرزاق العجمي وجنيد الكردي ، ولازم البرهان الحلبي حتى سمع منه الكثير من المطولات كالصحيحين وغيرهما ، بل قرأ عليه ألفية الحديث وغيرها ، وأخذ طريق القوم عن أبي بكر الحيشي البسطامي وفضل أحد المنسوبين لسيدي عبد القادر ، بل ارتحل فسمع على الشهاب ابن الرسام بحماة ، وقرأ على ابن ناصر الدين بدمشق صحيح البخاري في سنة إحدى وأربعين ، وعلى شيخنا بالقاهرة قطعة كبيرة من أول صحيح مسلم ووصفه بالشيخ الفاضل البارع المفنن والذي قبله بالشيخ العالم الفاضل المقري المجود المحدث البارع الخطيب ، وسمع أيضا من الجمال أحمد بن الفخر أحمد بن عبد العزيز الهمامي.
وقدم بعد دهر القاهرة فلازم الحضور عندي في الإملاء وسمع دروسا كثيرة من شرح ألفية العراقي ، بل قرأ مشيخة ابن شاذان عليّ ثم على الشهاب الشاوي ، وأخذ عن الزكي المناوي المسلسل وبعض سنن أبي داود ، واستجاز عليا حفيد يوسف العجمي وغيره. ثم قدم مرة أخرى فكتب القول البديع من تصانيفي وما عملته في ختم البخاري وسمعهما من لفظي ولازمني حتى سافر في أوائل سنة اثنتين وثمانين ، وحج مرارا وزار بيت المقدس والخليل وأقام بها يسيرا ودخل الروم وغيرها ، وتكلم على الناس فأجاد وخطب ووعظ.
وهو خير نير فاضل مستحضر لأشياء جيدة من متون ومهمات وغير ذلك مع أنسه بالعربية. وآخر ما لقيته في سنة خمس وثمانين أو التي بعدها بمكة ، ثم بلغتني وفاته في سنة تسعين أو التي تليها على ما يحرر وخلف ولدا سيىء السيرة ا ه.