فأقام بها ، ثم أمره الظاهر فقدمه بحلب ثم نيابة ملطية ، وولاه الناصر نيابة حماة ، ثم أسر مع تيمور ومن بعدتنم ولاه نيابة صفد ثم حلب ، وواقع دمرداش النائب قبله فانتصر عليه ، وفي آخر الأمر رضي عليه الناصر وولاه نيابة حماه ، ثم حاصره شيخ وجكم وقتل في شعبان سنة ثمان وثمانمائة.
الكلام على زاوية دقماق :
قال : هي خارج حلب من جهة الشمال ، أنشأها كافل حلب دقماق ، استأجر أرضها من أربابها وفوضها للشيخ إسحاق ، وكان شيعيا لأنه مرة أحسن إليه وأخباه عنده في محنة حلت بدقماق المذكور. ووقف على هذه الزاوية وقفا بقرية المالكية من عمل عزاز. وهذه الزاوية مشتملة على قبة بها قبور ، وخارج القبة حوش محيط بهذه القبة وبه بيوت. وكان أبو بكر دوادار السيفي بردبك لما ولى على هذه الزاوية بعد موت بابا علي قتلا ولد الشيخ إسحاق المذكور قد أسس خارج هذه الزاوية حوضا وبوابة ليبني به خانا ، ولما عزل أستاذه عن كفالة حلب توجه معه إلى دمشق ولم يكمله. وإلى جانب هذه الزاوية تربة لبني النصيبي أنشأها القاضي زين الدين وأكملها ولده القاضي جلال الدين ا ه.
وفي الدر المنتخب : تربة الأمير دقماق نائب حلب قاطع الجسر إلى جهة الشمال بالقرب من أرض الشمسي لولو ، وتربة القاضي زين الدين بن النصيبي وولده القاضي ضياء الدين وأولادهم ملاصقة لباب التربة الدقماقية. ا ه.
أقول : غربي الجسر المعروف بجسر الناعورة (١) تجاه منعطف النهر تربة واسعة الجهة الشمالية منها هي التربة الدقماقية ، والجنوبية هي تربة بني النصيبي ، بينهما جادة ضيقة ، ولا أثر الآن للزاوية والحوش اللتين ذكرهما أبو ذر هناك ولا أدري متى درستا. وبعد سنة ١٣٠٠ بقليل وسعت الجادة هناك فأخذ لها من التربتين وبني لهما جداران وبقي الناس يدفنون فيهما الموتى ، ومنذ نحو ٢٥ سنة بني في جانب التربة الجنوبية مغفر عرف بمغفر
__________________
(١) ذكرنا في الجزء الثالث (ص ٤٤٣) أن في جملة مقررات دائرة النافعة تعريض جسر الناعورة وجعله ٢٠ مترا وأنها ستباشر به عما قريب ، وقد كان ذلك ، فإنها في أوائل هذه السنة ١٣٤٤ باشرت في تعريضه ولا زال العمل قائما فيه وسيتم في شهر شعبان منها ، إلا أن عرضه جعل ١٨ مترا وخصص له عشرون ألف ورقة سورية تبلغ قيمتها ٤ آلاف ليرة عثمانية ذهبا.