(أعيان القرن العاشر)
٦٦٠ ـ علي علاء الدين العربي المتوفى سنة ٩٠١ (١)
المولى علي علاء الدين العربي. قال في «الشقايق النعمانية» : كان أصله من نواحي حلب ، قرأ أولا على علماء حلب ، ثم قدم بلاد الروم وقرأ على المولى الكوراني وهو مدرس بمدينة بروسة ، ثم وصل إلى خدمة المولى خضر بك ابن جلال الدين وحصل عنده علوما كثيرة ، ثم إنه صار معيدا له بأدرنة بمدرسة دار الحديث وصنف هناك حواشي شرح العقائد ، ثم صار مدرسا بمدرسة السلطان مراد خان بن أورخان الغازي بمدينة بروسة ، واتفق أن جاء الشيخ علاء الدين من رؤساء الطائفة الخلوتية فذهب يوما إلى دار المولى العربي ودق بابه فخرج وسلم هو عليه ثم أدخله بيت مطالعته وأحضر له الطعام وتحدث معه في فن التصوف ، فانجذب إليه المولى العربي انجذابا شديدا حتى اختار صحبته على التدريس وأكمل عنده الطريقة الصوفية حتى أجازه في الإرشاد. ولما اجتمع الناس على الشيخ علاء الدين المذكور لقوة جذبته حصل منه الخوف للسلطان محمد خان ، فنفاه من البلد. وأراد المولى علاء الدين أن يجادل عنه ويجيب لخصمائه فنفوه معه إلى بلدة مغنيسا وكان أميرها وقتئذ السلطان مصطفى ابن السلطان محمد خان ، فصاحب هو مع المولى علاء الدين العربي المزبور وأخيه محبة عظيمة فشفع له إلى أبيه ، فأعطاه أبوه مدرسة ببلدة مغنيسا فاشتغل هناك بالعلم غاية الاشتغال ، واشتغل أيضا بطريقة التصوف فجمع بين رياستي العلم والعمل. يحكى عنه أنه سكن فوق جبل هناك في أيام الصيف ، فزاره يوما واحد من أئمة بعض القرى فقال المولى المذكور : إني أجد منك رائحة النجاسة ، ففتش الإمام ثيابه فلم يجد شيئا ، فلما أراد أن يجلس سقط من حضنه رسالة وهي واردات الشيخ بدر الدين ابن
__________________
(١) تنبيه : ما نذكره في هذا القرن بدون عزو فهو منقول عن «در الحبب» للرضي الحنبلي.