وقال شيخنا في إنبائه إنه ولي عدة وظائف وإنه طارح الأدباء القدماء كفتح الدين ابن الشهيد بأن كتب له بيتين فأجابه بثلاثة وثلاثين بيتا ، وطارح أيضا السراج عبد اللطيف الفيومي نزيل حلب ، ونظم كثيرا ، وأحسن ما نظم «محاسن الاصطلاح» ، وليس نظمه بالمفلق ولا نثره ، وله :
قلت له إذ ماس في أخضر |
|
وطرفه ألبابنا يسحر |
لحظك ذا أو أبيض مرهف |
|
فقال هذا موتك الأحمر |
وقال ابن خطيب الناصرية : كان ناظما بليغا فصيحا تام الفضيلة في صناعة الإنشاء بحيث إنه عين لكتابة سر مصر. قلت : ومن نظمه مضمنا :
أضحى يموّه وهو يعلم أنني |
|
كلف به ولذاك لم يتعطف |
فغدوت أنشد والغرام يبرني |
|
روحي فداك عرفت أم لم تعرف |
وله لما قبض الظاهر برقوق على منطاش وقتله :
الملك الظاهر في عزّه |
|
أذلّ من ضلّ ومن طاشا |
وردّ في قبضته طائعا |
|
نعيرا العاصي ومنطاشا |
قال شيخنا : اجتمعت به وسمعت كلامه ، وأظن أني سمعت عليه شيئا من الحديث ومن نظمه ولكن لم أظفر به إلى الآن. مات بالقاهرة في يوم الجمعة سابع عشر ذي الحجة سنة ثمان رحمهالله وعفا عنه. وقد ذكره شيخنا في معجمه أيضا والمقريزي في عقوده ا ه.
وله من المؤلفات أيضا «مختصر المنار» في علم الأصول ، وهو مطبوع في مصر سنة ١٣٢٤ مع ثلاثة متون في علم الأصول.
٤٩٦ ـ دقماق المحمدي كافل حلب المتوفى سنة ٨٠٨
قدمنا بعض أخباره في ذكر توليته على حلب سنة ٨٠٤.
قال أبو ذر في الكلام على زاويته : كان من مماليك برقوق وكان معه بالكرك ، وكان شكلا حسنا شجاعا كريما ، وكان ممن فر في وقعة شقحب مع كمشبغا الكبير إلى حلب