وأجازت له عائشة ابنة ابن عبد الهادي ، والشهاب أحمد بن حجي وآخرون. وقرأ في الجامع على الكرسي في حياة أبيه يسيرا. ولقيته بحلب فأجاز لنا. وقد حج ودخل القاهرة للتجارة غير مرة وجلس مع الشهود وحدث بأخرة وحسن حاله قبل موته. مات في أوائل الطاعون سنة إحدى وثمانين أو أول التي قبلها ا ه.
٦٢٤ ـ القاضي محمد بن محمود بن خليل بن آجا المتوفى سنة ٨٨١
محمد بن محمود بن خليل الشمس أبو عبد الله القونوي الأصل الحلبي الحنفي المعروف بابن آجا ، وهو كما قال السخاوي لقب أبيه.
ولد كما قال في سنة عشرين وثمانماية ، فحفظ القرآن وكتبا علمية ، وسمع على البرهان الحلبي والشهاب بن حجر القاهري ، وحدث بالشفا ، وترجم فتوح الشام للواقدي بالتركي نظما في اثني عشر ألف بيت. قال : وذكر لي ولده أنه سود طبقات الحنفية في ثلاث مجلدات ، وخالق الناس بالجميل. واستقر في قضاء العسكر عوضا عن النجم القرافي ، وقصد بالشفاعات في أواخر عمره وحمدت الناس أمره فيها. مات بحلب سنة إحدى وثمانين وثمانماية. وكذا ذكر الشيخ أبو ذر المحدث في تاريخه أنه توفي في السنة المذكورة وأنه بعد أن صلي عليه جاؤوا به إلى تربة خاله الشهاب المرعشي ووضعوه في مغارة هناك وسدوا بابها لينقل إلى التربة التي أوصى بعمارتها خارج باب القناة بالدرب الأبيض. قال : وكان فاضلا له إلمام بصنعة الحديث. قرأ على خاله الشيخ شهاب الدين أحمد المرعشي وغيره. وكان فقيرا صحب الأتراك وأثرى من جهتهم ، وجدد بيتا بحلب كان وقفا على تربة خارج باب المقام فاستبد له ثم عمر فيه عمارات كثيرة. وولي قضاء العسكر بالقاهرة. هذا كلامه ، وصحيح أنه أثرى ولم يدع للفقر أثرا فقد حكي لي عن جدي الجمال الحنبلي أنه لما مات القاضي شمس الدين بن آجا ترك أربعين ألف دينار سوى ماله من الأوقاف الطويلة الذيل ، وأما أنه كان قاضي العسكر في تلك الدولة فنعم إلا أنه لم يكن لقاضي العسكر في دولة الجراكسة أن يعرض مناصب القضاة والمدرسين على السلطان ليعطيها من يستحقها من المعروض لهم كما في الدولة العثمانية ، وإنما يجري الأحكام الشرعية بين العسكر متى توجه إلى جهة وتوجه معهم ، ولهذا لم يختص قاضي العسكر بتخت السلطنة في تلك الدولة بل كان بحلب أيضا قاضي عسكر ، بل رأيت في تاريخ جد