إلى أن مات والدي ، وبعد تيمور ولي قضاء حلب.
وكان شكلا حسنا لا يتكلم إلا بخير ويأكل من أوقاف أسلافه. وكتب شرح والدي على البخاري وكتب كثيرا من الفقه وغيره ، وآل إليه تدريس الزجاجية والشرفية والظاهرية ومشيخة الشمسية ونظر الجميع. وكانت أوقاف بني العجمي منتظمة في أيامه ، وعمر شمالية الشرفية وغيرها. وكان يلبس الثياب الفاخرة وأثرى ، ولما توفي خلف مالا جزيلا وكتبا كثيرة وملبوسا سنيا فاخرا جما ودفن عند أسلافه بالجبيل [أي بالمدرسة الكاملية مدرسة بني العجمي المعروفة الآن بجامع أبي ذر].
٥٩٠ ـ عمر بن أحمد العباسي المتوفى سنة ٨٥٨
عمر بن أحمد بن يوسف العباسي الحلبي الحنفي ويعرف بالشريف النشابي جريا على مصطلح تلك النواحي في عدم تخصيص الشرف ببني فاطمة بل يطلقونه لبني العباس بل وفي سائر بني هاشم.
ولد في رجب سنة تسع وسبعين وسبعماية في البياضة من محال حلب ، وقرأ بها القرآن على الشمس الغزي ، وسمع وهو ابن سبع عشرة سنة البخاري بقراءة البرهان الحلبي بجامع حلب على بعض الشيوخ ، وتعلم بحلب صنعة النشاب فبرع فيها ، وتردد إلى الشام ، ثم قدم القاهرة فلازم ألطنبغا المعلم المعروف بمملوك النائب ، وكان كل منهما يعرف من صنعة النشاب ما لا يعرف الآخر ، فضم السيد ما عند ألطنبغا إلى ما عنده فصار أوحد أهل زمانه والمرجع إليه فيه عند الملوك ومن سواهم ، ثم رجع إلى دمشق فتزوج بها واشتغل في فقه الحنفية على الزين الأعزازي ولازم الشيخ عبد الرحمن الكردي الشافعي فانتفع بمواعيده ودينه وخيره ، ثم رجع إلى القاهرة في نحو سنة عشرين فقطنها ولازم السراج قاري الهداية وارتزق من صنعة النشاب وكان المقدم فيها عند المؤيد فمن بعده ومن الملوك إلى أثناء أيام الظاهر ، وممن زعم أنه انتفع به في ذلك البقاعي وترجمه وكتب عنه عجائب وقال : إنه كان مع ذلك خيرا حسن العشرة سخيا كثير التلاوة مواظبا على العبادة متواضعا.
مات في ليلة الثلاثاء تاسع عشر ربيع الأول سنة ثمان وخمسين ودفن خارج باب النصر رحمهالله ا ه.