وهمته ، وكان يقوم بأمر الشرع ويشتد في إنكار المنكرات ا ه.
٤٤٣ ـ أشقتمر المنصوري نائب حلب المتوفى سنة ٧٩١
قال في المنهل الصافي : أشقتمر بن عبد الله المارديني الناصري الأمير سيف الدين ، أحد أعيان الأمراء الأكابر في عدة دول. أصله من مماليك صاحب ماردين ، وبعثه إلى الملك الناصر حسن فرباه الناصر وأدبه ، وكان يعرف ضرب العود ويحسن قول الموسيقى ويعرف عدة فنون. ولما رأى الناصر منه حسن الحزم والمعرفة قربه وأدناه وأمّره. ثم تنقل بعد موت أستاذه السلطان حسن في عدة وظائف إلى أن ولاه الملك الأشرف شعبان بن حسين نيابة حلب بعد وفاة الأمير قطلوبغا الأحمدي فباشرها نحوا من سنة ونصف ، وعزل عنها في شهر رجب سنة ست وستين بالأمير جرجي الناصري الإدريسي ، ثم ولي نيابة طرابلس عوضا عن الأمير قشتمر المنصوري بحكم إحضاره إلى القاهرة ، فدام في نيابة طرابلس إلى أن أعيد إلى نيابة حلب عوضا عن قشتمر المنصوري أيضا في سنة إحدى وسبعين وسبعماية ، وولي من بعده نيابة طرابلس الأمير أيدمر الدوادار ، فباشر نيابة حلب سنتين وعزل في سنة ثلاث وسبعين عنها بالأمير أيدمر الدوادار وأعيد إلى نيابة طرابلس والسواحل عوضا عن أيدمر المذكور ، ثم أعيد إلى نيابة حلب مرة ثالثة عوضا عن أيدمر سنة أربع وسبعين ، ثم عزل عن نيابة حلب سنة خمس وسبعين بالأمير أيدمر الخوارزمي ، وولي نيابة الشام فباشرها أربعة أشهر وعزل وأعيد إلى نيابة حلب ، وفي هذه الولاية الرابعة أقام مدة وغزاسيس وفتحها في سنة ست وسبعين وسبعماية ، وكان فتحا عظيما. وفيه يقول الشيخ بدر الدين بن حبيب :
الملك الأشرف إقباله |
|
يهدى له كلّ عزيز نفيس |
لما رأى الخضراء في شامه |
|
تختال والشقراء عجبا تميس |
وعاين الشهباء في ملكه |
|
تجري وتبدي ما يسر الجليس |
ساق إلى سوق العدا أدهما |
|
وساعد الجيش على أخذ سيس |
وفي هذا المعنى أيضا يقول العلامة زين الدين بن عمر الوردي :
يا سيد الأمراء فتحك سيسا |
|
سرّ المسيح وأحزن القسّيسا |
والمسلمون بذاك قد فرحوا وقد |
|
حمدوا عليه الواحد القدّوسا |