٥٠٥ ـ تغري بردي باني جامع الموازيني المتوفى سنة ٨١٥
قال في المنهل الصافي : تغري بردي بن عبد الله بن يشبغا الأتابكي الظاهري نائب الشام.
قال القاضي علاء الدين بن خطيب الناصرية في تاريخه : تغري بردي الأمير الكبير سيف الدين نائب حلب ثم دمشق من عتقاء الملك الظاهر برقوق ، قدم الديار المصرية ، ثم لما جاء إلى حلب في سنة ست وتسعين وسبعمائة ولاه نيابتها في أواخر السنة المذكورة عوضا عن الأمير جلبان ، فسار سيرة حسنة ، وكان عنده تعقل وحياء وسكون ، وبنى بحلب جامعا كان قد أسسه ابن طوفان بالقرب من الأسفريس فأكمل بناءه ووقف عليه قرية معرة عليا إلا يسيرا منها بعد أن اشتراها من بيت المال ، وهي من عمل سرمين ، ونصف سوقه التي بحلب تحت قلعتها وغير ذلك. ولما أكمل بناءه ولى خطابته قاضي القضاة كمال الدين أبا حفص عمر بن العديم الحنفي ورتب فيه مدرسا شافعيا وثمان طلبة شافعية ومدرسا حنفيا وثمان طلبة حنفية ، كان أولا رتب من كل طائفة عشرة نفر ثم استقر بهم كل طائفة ثمانية ، وولى تدريس الشافعية فيه شيخنا أبا الحسن الصرخدي والحنفية شيخا يقال له شمس الدين القرمي ، ثم عزله وولى شيخنا أبا الحسن يوسف الملطي. وحضر شيخنا بعد صلاة الجمعة الدرس وحضر النائب المشار إليه والقضاة وأعيان العلماء ، وكان الدرس في حديث النهي عن تلقي الركبان. ثم ولاني به تصدير حديث ، وكان ولاني قبل ذلك به فقاهة ثم أضاف إليّ التكلم فيه وفي أوقافه رحمهالله تعالى.
وفي الجامع المشار إليه يقول الإمام الرئيس زين الدين أبو حفص عمر بن إبراهيم الرهاوي كاتب السر بحلب وكتبت على منبره :
منبر جامع محاسن فضل |
|
ذلك الجمع ماله من نظير |
خص عزا بجمعة وخطاب |
|
عن رسول مبشر ونذير |
قد بناه لله تغري بردي |
|
كي يجازى بجنة وحرير |
ثم إن الأمير تغري بردي عزل عن نيابة حلب بالأمير أرغون شاه الإبراهيمي وتوجه إلى القاهرة مطلوبا فبقي هناك أميرا على مائة فارس ، فلما توفي السلطان الملك الظاهر برقوق وجرى الخلف بين الأمراء المصريين على ما حكيناه في غير هذا الموضع هرب الأمير تغري