وخدمه كثيرا بتقوى. وكانت وفاته ثالث عشري جمادى الآخرة سنة اثنتين وخمسين وثمانماية وافتقده أهل حلب لأنه لم يكن أحد مثله في صنعته وإتقانه ا ه. (أبو ذر).
٥٧٧ ـ الشيخ محمد بن أبي بكر الشهير بالمعصراني المتوفى سنة ٨٥٢
الشيخ محمد بن أبي بكر الشهير بالمعصراني الجبريني الأصل.
وكان شاهدا في مبدأ أمره بباب النيرب ، وقرأ شيئا من الفقه على الشيخ علاء الدين ابن الوردي وقرأ عليّ شيئا من البخاري ، ثم إنه صحب ابن القاصد الصوفي ولزمه وترك طريق الفقهاء ولبس زي الفقراء وانقطع إلى الله تعالى. وكان مجاورا عند قبر سيدي يحيى خارج قرية النيرب وعند قبر الشيخ يوسف. ولزم مدرسة أشقتمر ، ثم حج ورجع فسكن المدرسة العلمية داخل باب النيرب ، وصار له أتباع يعظمونه. وكان كثير الرياضة حسن السمت مليح الشكل نير الوجه. وهو الذي قام في عمارة جامع التوبة خارج باب النيرب ، وكان الخمر يباع في مكانه ، وكلم كافل حلب تنم في إزالة المنكرات بكلام خشن ، فورد مرسوم السلطان بعد ذلك بإزالة المنكرات فعظم قدره. وتوفي بالعلمية. ورأيت أكابر الفقراء يتبركون به عند الموت ، وكانت وفاته يوم الجمعة العشرين من ربيع الأول سنة اثنتين وخمسين وثمانماية ودفن خارج الجامع الذي بناه ا ه. (كنوز الذهب).
الكلام على جامع التوبة خارج باب النيرب :
قال أبو ذر : كانت محلته يباع فيها المنكرات وتقف فيها القينات وتسمى بحارة السودان ، فقام في عمارته جامعا الشيخ محمد المعصراني الآتي في الحوادث وكلم كافل حلب تنم بكلام خشن فتم مقصوده ، وقام الناس معه بصفاء نية وأسسه في حياته وتمم بعد وفاته ، فجاء جامعا حسنا نيرا كثير المياه أجرى إليه الماء من القناة وأصرف عليه جملة الأمير أسلماس التركماني وكذلك غيره ، وتساعد أهل الخير فيه بأموالهم وأنفسهم وعمر له منارة ورخم أرضه ، وهو إلى الآن في زيادة ونمو ببركة من أسسه ، ووقف أهل الخير عليه أوقافا.
أقول : إن باب الجامع لا زال باقيا من عهد الواقف ، غير أنه لم يكتب عليه سوى