٣٦٣ ـ الأمير موسى بن عبد الله الناصري الحاجب المتوفى سنة ٧٥٦
قال أبو ذر : قال ابن حبيب : كان إماما كبيرا ، عارفا خبيرا ، حسن السياسة ، جزيل الرياسة ، ذا نعمة وافرة ، وحشمة وجوهها سافرة ، وخول وخيل ، وسير إلى الخير فسبق السيل ، ولي الحجوبية بحلب مدة أعوام ، وأظهر من مباشرته بالذخيرة خواطر الأقوام ، ثم انتقل إلى البيرة ، فأحسن فيها السيرة ، واستمر عالي الصوت والصيت ، إلى أن لحق بجوار من يحي ويميت. مات بالبيرة سنة ست وخمسين وسبعماية ، ودفن بالتربة التي أنشأها ظاهر حلب وهو من أبناء السبعين. وخارج مدفنه مدرسة له كان نظرها بيد شخص من الحنفية ، فانتزع النظر من العلامة محب الدين ابن الشحنة ، وكان الواقف جده لأمه ، وكان كثيرا ما ينشد :
تشفع بالنبيّ فكل عبد |
|
يجار إذا تشفع بالنبيّ |
ولا تجزع إذا ضاقت أمور |
|
فكم لله من لطف خفيّ |
الكلام على هذه التربة :
قال أبو ذر : تربة موسى الحاجب هذه بالقرب من باب المقام ، تشتمل على بوابة وعليها قبو ، وإلى جانبها حوض ماء كان يأتي إليه الماء من قناة حيلان ، أنشأها موسى بن عبد الله الناصري الأمير شرف الدين نائب السلطنة بالبيرة ثم حاجب حلب ا ه.
وقال ابن الشحنة في الكلام على الترب : تربة جدي لأمي الأمير موسى الحاجب ، وهي تشتمل على إيوان له شبابيك على الطريق جعله مدرسة يذكر فيها مذهب الإمام الأعظم أبي حنيفة رضياللهعنه ، وداخلها تربة واسعة وجنينة بها بئر صغير يساق ماؤه إلى القسطل الذي بناه لصيق باب التربة ، وهذا الباب ذو قناطر ثلاثة وقبو مصلب معقود بالجملة على ميسرة الظاهر من المدينة ا ه.
٣٦٤ ـ أحمد بن يوسف بن السمين المتوفى سنة ٧٥٦
أحمد بن يوسف بن عبد الدايم بن محمد الحلبي شهاب الدين المقري النحوي المعروف بابن السمين نزيل القاهرة.