حلول المرض بك ، لقد لسعتني حية وقتا من الأوقات فكان سمها كلما آلمني توضأت وصليت إلى أن ذهب عني ضررها بإذن الله ا ه (در الحبب).
أقول : إن الزاوية التي ذكرها تعرف الآن بجامع الكريمية نسبة إلى الشيخ عبد الكريم المذكور وقبره لا زال موجودا في حجرة شرقي القبلية لها شباك مطل على الرواق الذي في الجامع في الجهة الشرقية منه ومكتوب عليه :
(١) أنشأ هذا المكان المبارك بعون الله وحسن توفيقه العبد الفقير إلى الله تعالى الراجي عفو ربه ...
(٢) فضله العميم السالك المنهج القويم ابن ... والخير الشيخ عبد الكريم بن عبد العزيز ابن عبد الله.
(٣) الحنفي مذهبا الخوافي مقتدا متعنا الله ببركته ونفعنا والمسلمين بصالح أدعيته وذلك في سنة خمس وخمسين وثمانماية ا ه.
وهذا الجامع يعرف قديما بمسجد المحصّب ، وقد تكلم أبو ذر في تاريخه عليه فقال :
الكلام على مسجد المحصّب المعروف الآن بجامع الكريمية :
تقدم بعض الكلام عليه ونستوفي هنا فنقول : لما نزل الشيخ عبد الكريم الصوفي فيه بعد نزوله بالرواحية عند الشيخ عبد الرزاق الشرواني الشافعي ، وستأتي ترجمته ، اجتمع عليه الناس وكثر أتباعه وتلامذته ومعتقدوه أخذ في توسعة هذا الجامع فنقض الحوانيت التي كانت إلى جانبه من جهة الغرب وتوصل إلى ذلك بطريق شرعي وجد في عمارته ووسعه من شرقيته أيضا وأقام فيه الجمعة وصار يخطب فيه على الكرسي إلى أن جدد له جانبك كافل حلب منبرا وجدد له الشيخ بابا ثانيا قبلي بابه القديم وشبابيك من جهة الغرب وبيت خلاء داخله ورتب له خطيبا وإماما ومؤذنين وقارئا للحديث ولإحياء علوم الدين والمصابيح وغير ذلك. وهذا المسجد من جملة ما كتب على بابه : بتولي عبد الرحيم بن عبد الرحيم بن العجمي الشافعي في سنة أربع وخمسين وستماية ، وعلى منارته : جدد هذه المأذنة القاضي بهاء الدين علي بن محمد بن أبي سوادة موقع الدست بحلب وناظر المكان في سنة إحدى وسبعين وسبعماية انتهى.