والإجازات وآلت كتب الشيخ زين الدين المذكور إليه. وكانت له على الناس في إعارة بعضها منة عظمى ، وكان ينتفع بها وينفع من سأله في عارية شيء منها إلى أن توفي سنة سبع وخمسين وتسعمائة فذهبت الكتب شذر مذر لاستيلاء أيدي الجهلة عليها.
أقول : أما قبره فقد درس ، وفتشت عليه كثيرا بين البقية الباقية من القبور التي في سفح جبل الجوشن التي اشتهرت عند العامة بقبور الجراكسة والتي درس معظمها منذ ثلاث سنين بسبب مستودع الكاز الكبير الذي عمر هناك فلم أعثر عليه.
وله من المؤلفات التي لم تذكر هنا «نزهة العين في رجال الصحيحين» وهو مجلد وسط رأيته بخطه في خزانة الشيخ محمد العقيلية بحلب وهو من نفائس الكتب وربما لا تجد لهذه النسخة ثانية.
ومن مؤلفاته التي لم تذكر في ترجمته ولا في كشف الظنون «الكواكب النيرات في الأربعين البلدانيات» وهي أربعون حديثا تلقاها في أربعين بلدا عن أربعين شيخا ، رأيتها في المكتبة المولوية بحلب وهي جديرة بالطبع أيضا لغرابتها كما رأيت. وله ثبت في مجلدين صغيرين رأيت الأول منه بخطه أيضا في المكتبة التي كانت عند الشيخ أحمد الزرقا وبيعت للمجلس البلدي في الإسكندرية افتتحه بإجازة من شيخه شيخ الإسلام زكريا الأنصاري ، وفيه إجازته من شيخه الحافظ الجلال السيوطي والجلال المحلي بخطهما ، وفيه إجازات كثيرة لعلماء عصره من حلب ومصر والأقطار الحجازية وغيرها ، ومعظم تلك الخطوط لا تكاد تقرأ حتى إن خط الجلال السيوطي رحمهالله قرأته بعد جهد. وبالجملة فهو ثبت حافل نفيس لما اشتمل عليه من خطوط أعاظم علماء ذلك العصر. وقد ذكرنا مؤلفاته التاريخية في المقدمة.
٧٦٣ ـ علي بن أحمد الحاضري المتوفى سنة ٩٣٧
علي بن أحمد بن محمد بن عز الدين محمد الصغير ابن عز الدين محمد الكبير ابن خليل أقضى القضاة علاء الدين الحاضري الأصل الحلبي الحنفي.
أخذ عن الشمس الدلجي وغيره ، وجلس بمكتب العدول على باب جامع حلب الشرقي ، وناب بمحكمة الجمالي يوسف بن الخواجا إسكندر الحنفي ، وكتب بخطه الكثير