فاعجب لضعف يدي عن حملها قلما |
|
من بعد حطم القنا في لبة الأسد |
وقل لمن يتمنى طول مدته |
|
هذي عواقب طول الدهر والمدد |
هذا ما نقله قاضي القضاة المترجم له عن الكمال بن العديم في الشرح المذكور.
وبما علمت من معنى الشحنة ظهر أن الشحنة في عرف هذا الزمان الذي نحن فيه إنما يطلق على من يرسل من آحاد الناس إلى ضيعة لضبط غلة تكون فيها أخذا من الشحنة بذلك المعنى ، ولمثل هذا تسمى حرفته هذه شحنكية. وتبين أيضا أن بني الشحنة لا ينتسبون إلى من هو شحنة بهذا المعنى وإن قال بعض الشعراء حيث قال :
قل للذين قايسوا شهباءهم |
|
بجلّق وقد غدت كالجنة |
لو لم تكن شهباؤكم كجنة |
|
ما جعلت من تحت أمر الشحنة |
وقرأت بخط الشيخ أبي ذر في تاريخه ما نصه : قال ابن الجوزي : الشحنة بكسر الشين والعامة تفتحها وهي غلط ، قال شيخنا : وهو اسم للمرابط من الجند في البلد من أولياء السلطان لضبط أهله وليس باسم الأمير والقائد كما يذهب إليه العامة ، والنسبة إليه شحني وشحنية ، ولا تقل شحنكية ، وهذه الكلمة غريبة صحيحة واشتقاقها من شحنة البلد بالجند إذا تولى به. انتهى.
ولد صاحب الترجمة بحلب سنة أربع وثمانماية فأنشد والده لما بشر به قائلا :
بشرتني بغلام |
|
حسن الوجه وسيم |
قلت عزّي لا تهنّي |
|
ولد الشيخ يتيم |
وقرأت بخط ابن السيد منصور مما وجدته ملحقا بتاريخ شيخه الشيخ أبي ذر ما نصه : ورأيت في بعض المجاميع أن في (تاريخ إربل) (١) في ترجمة يحيى بن سعيد الدهان أنه لما بشر به أبوه وقد أيس قال :
قيل لي جاءك نسل |
|
ولد شهم وسيم |
قلت عزّوه بفقدي |
|
ولد الشيخ يتيم |
__________________
(١) هو «نباهة البلد الخامل بمن ورده من الأماثل» لأبي البركات مبارك بن أحمد المتوفى سنة ٦٣٧ ه.