وقد حدث ودرس في الفقه والأصلين والحديث وغيرها ، وأفتى وناظر وصنف ومن تصانيفه شرح الهداية كتب منه إلى آخر فصل الغسل في خمس مجلدات أو أقل ثم فتر عزمه عنه (١) ، ومنها مما تضمنته مقدمة عدة مختصرات في أصول الكلام وأصول الفقه وعلوم الحديث وسماه «المنجد المغيث في علم الحديث» ، و «المناقب النعمانية» ، ومنها مما هو مفرد بالتأليف كالكلام على تارك الصلاة ، وسيرة نبوية ، واختصار المنار وسماه «تنوير المنار» واختصار النشر في القراءات لابن الجزري والجمع من العمدة (٢) ويقول العبد في قصيدة بزيادات مفيدة ، واستيعاب الكلام على شرح العقائد ولكنه لم يكمل ، وكذا الكلام على التلخيص ، وشرح مائة الفرائض من ألفية أبيه ، وترتيب مبهمات ابن بشكوال على أسماء الصحابة وقال إن شيخه البرهان أشار عليه به وإنه كان في سنة ست وعشرين ، وطبقات الحنفية في مجلدات ، وغير ذلك من نظم ونثر (٣).
وخرجت له أربعين حديثا عن شيوخ فيهم من روى عنه سمعها عليه مع غيرها من مرويات ، بل وقطعة من القاموس للمقابلة الفضلاء ، وكذا قرأ عليه أخي بعض الأجزاء ومجالس من تفسير ابن كثير. وكان ابتداء لقيي له في سنة اثنتين وخمسين. وكتب عنه من أصحابنا النجم ابن فهد وأورده في معجمه ، وقرأ عليه الجمال حسين الفتحي وآخرون.
ولزم بعد عزله الأخير من القضاء وذلك في يوم الخميس حادي عشر جمادى الأولى سنة سبع وسبعين منزله غالبا ، وربما طولب بشيء من الديون وقد يشتكي إلى أن استقر في الشيخونية وذلك في يوم الخميس ثامن عشر جمادى الأولى سنة اثنتين وثمانين فصار يركب لمباشرتها تدريسا وتصوفا. ثم تزايد ضعف حركته فاستخلف ولده فيها وفي المؤيدية وتوالت عليه الأمراض بحيث انقطع عن الجمعة واستمر على ذلك مدة طويلة بما يقرب من الاختلاط ، إلى أن مات في يوم الأربعاء سادس عشر المحرم سنة تسعين وصلي عليه
__________________
(١) سماه «نهاية النهاية» كما في الكشف ، توجد مسودته في مكتبة المدرسة الأحمدية بحلب والجزء الأول في مكتبة داماد إبراهيم باشا ورقمه ٥٨٦.
(٢) في الضوء اللامع : والجمع بين العمدة.
(٣) وذكر له في الكشف من المؤلفات منظومة في الصلاة الوسطى في خمسة أبيات جمع فيها الأقوال ، وهي قصيدة عينية ثم شرحها وجعله كتابا. وقال في الكلام على منظومة النسفي في الخلاف : اختصر النظم أبو الوليد ابن الشحنة الحلبي المتوفى سنة ٨٩٠ مع زيادة مذهب الإمام محمد.