العلاء (١) ، ثم خلفهم الخليل (٢) ففاق من قبله ، ولم يدركه أحد بعده ، أخذ عن عن عيسى [بن عمرو] ، وتخرّج بابن العلاء ، ثم أخذ عنه سيبويه (٣) ، وجمع
__________________
ذهب النحو جميعا كله |
|
غير ما أحدث عيسى بن عمر |
ذاك «إكمال» وهذا «جامع» |
|
فهما للناس شمس وقمر |
وكان الخليل قد أحذ عنه ؛ وتوفى الثقفى سنة ١٤٩ ه ؛ وانظر : نزهة الألباء ص ١٣ ـ ١٦.
(١) أبو عمرو بن العلاء بن عمار بن عبد الله المازنى ، واسمه «زبان» يشهد بذلك أنه عند اعتذار الفرزدق له من هجو بلغه عنه ، قال له أبو عمرو :
هجوت زبان ثم جئت معتذرا |
|
من هجو زبان لم تهجو ولم تدع |
أخذ عنه يونس بن حبيب والخليل وعلى بن المبارك الزيدى وكان يونس «لو كان أحد ينبغى أن يؤخذ بقوله فى كل شىء ، كان ينبغى أن يؤخذ بقول أبى عمرو بن العلاء كله فى العربية ، ولكن ليس من أحد إلا وأنت آخذ من قوله وتارك إلا النبى صلّى الله عليه وسلّم» وتوفى أبو عمرو سنة ١٥٤ ه ، وانظر : بغية الوعاة ج ٢ ص ٢٣١ ، ونزهة الألباء ص ١٦.
(٢) الخليل عبد الرحمن بن أحمد البصرى الفرهودى الأزدى ، سيد أهل الأدب فى علمه ، وبلغ الغاية فى تصحيح القياس واستخراج مسائل النحو وتعليله ، أخذ النحو عن أبى عمرو بن العلاء ، وأخذ عنه سيبويه وكل ما قاله فى كتابه من ألفاظ : «سألته» أو «قال» من غير أن يذكر سائله أو قائله فهو يقصد الخليل ؛ وتوفى الخليل سنة ١٦٠ ه ، وانظر : نزهة الألباء ص ٢٩ ـ ٣٢.
(٣) أبو بشر عمرو بن عثمان بن قنبرة ، وقيل : كنيته : أبو الحسن ، أو أبو بشر وسيبويه لقب مصاه بالفارسية «رائحة التفاح» وسبب إطلاق هذا اللقب عليه أن أمه كان نرفضه بذلك. وقيل : كانت له رائحة طيبة. وقيل : كان يعتاد شم التفاح. وقيل : لقب بذلك للطافته كلطافة التفاح.
ولقد كان سيبويه من أعظم علماء النحو ، ولقد ألف كتابه القيم قال عنه المازنى : «من أراد أن يعمل كتابا كبيرا فى النحو بعد كتاب سيبويه فليستح».