الفصل الأول
فى المقيس عليه ، وفيه مسائل
[المسألة] الأولى
من شرطه ألا (١) يكون شاذا خارجا عن سنن القياس ، فما كان كذلك لا يجوز القياس عليه ، كتصحيح استحوذ ، واستصوب (٢) ، واستنوق ، وكحذف نون التأكيد فى قوله :
* إضرب عنك الهموم طارقها (٣) *
أى اضربن ، ووجه ضعفه فى القياس ، أن التوكيد للتحقيق ، وإنما يليق به الإسهاب والإطناب ، لا الاختصار والحذف ، وكحذف صلة الضمير دون الضمة فى قوله :
* له زجل كأنه صوت حاد (٤) *
__________________
(١) فى الأصل : أن لا.
(٢) انظر الخصائص ج ١ ص ٩٩.
(٣) قال فى الخصائص ج ١ ص ١٢٦ : «وأما ضعف الشىء فى القياس ، وقلته فى الاستعمال فمرذول مطرح ، غير أنه قد يجىء منه الشىء إلا أنه قليل ، وذلك ما أنشده أبو زيد من قول الشاعر :
اضرب عنك الهموم طارقها |
|
ضربك بالسيف قونس الفرس |
قالوا : أراد «اضربن عنك» فحذف نون التوكيد.
قال ابن برى : البيت لطرفة ، ويقال : إنه مصنوع عليه ، وانظر اللسان ، فى مادة «قنس».
(٤) قال ابن جنى : «ومما ضعف فى القياس والاستعمال جميعا بيت الكتاب :