ذكر مسالك العلة
أحدها : الإجماع
[الإجماع (١)] بأن يجمع أهل العربية على أن علة هذا الحكم : كذا ، كإجماعهم على أن علة تقدير الحركات فى المقصور : التعذر ، وفى المنقوص : الاستثقال.
الثانى : النص
[النص هو] : أن (٢) ينص العربى على العلة ، قال أبو عمر (٣) : وسمعت رجلا من اليمن يقول : «فلان لغوب جاءته كتابى فاحتقرها» فقلت له : أتقول جاءته كتابى؟! فقال : نعم أليس بصحيفة؟
قال ابن جنى : هذا الأعرابى الجلف علل هذا الموضع بهذه (٤) العلة ، واحتج لتأنيث المذكر بما ذكره.
قال : وعن المبرد أنه قال : سمعت عمارة بن عقيل بن بلال بن جرير يقرأ : (وَلَا اللَّيْلُ سابِقُ النَّهارِ)(٥) ، فقلت له : ما تريد؟ قال : أردت (سابِقُ النَّهارِ) فقيل له : فهلا قلته؟ قال : لو قلته لكان أوزن.
__________________
(١) انظر الخصائص ج ١ ص ١٨٩.
(٢) فى الأصل : بأن.
(٣) لعله يقصد : أبو عمر الجرمى البصرى صالح بن إسحاق ، وهو قد أخذ النحو عن يونس والأخفش ، وحدث عنه المبرد ، وتوفى سنة ٢٢٥ ه.
(٤) فى الأصل : بهذا ، لعلة.
(٥) الآية رقم ٤٠ من سورة يس.