البصرى : الدليل على أن المصدر أصل للفعل : أنه يسمى مصدرا ، والمصدر هو الذى تصدر عنه الإبل ، فلو لم يصدر عنه الفعل وإلا لما سمى مصدرا.
فيقول الكوفى : هذا حجة لنا فى أن الفعل أصل للمصدر ، فإنه يسمى مصدرا لأنه مصدور عنه (١) ، كما يقال : «مركب فاره (٢) ، ومشرب عذب» أى مركوب ومشروب (٣).
[من القوادح فى العلة : فساد الوضع]
ومنها : «فساد الوضع» ، قال ابن الأنبارى : وهو أن يعلق (٤) على العلة ضد المقتضى ، كأن يقول الكوفى : إنما جاز التعجب من السواد والبياض دون سائر الألوان لأنهما أصلا الألوان.
فيقول له البصرى : قد علقت على العلة ضد المقتضى ، لأن التعجب إنما امتنع من سائر الألوان للزومها ، وهذا المعنى فى الأصل أبلغ منه فى الفرع ، فإذا لم يجز مما كان فرعا لملازمته المحل فلأن لا يجوز مما كان أصلا وهو ملازم للمحل أولى.
__________________
(١) فى الأصل : عن.
(٢) مركب فاره : فى اللسان دابة فارهة : أى نشيطة.
(٣) لم يذكر المؤلف الخامس من أوجه الطعن فى المتن وهو : أن يستدل بما لا يقول به ، مثل أن يقول البصرى : الدليل على أن واو «رب» لا تعمل والعمل لرب المقدرة : أنه قد جاء الجر بإضمارها من غير عوض منها فى نحو قوله :
رسم دار وقفت فى طلله |
|
كدت أقضى الحياة من جلله |
فيقول له الكوفى : «إعمال حرف الجر مع الحذف من غير عوض لا تقول به ، فكيف يجوز لك الاستدلال به؟».
(٤) انظر ص ٥٥ وما بعدها من الإغراب فى جدل الإعراب.