ثم من الواو همزة إلى ما لا نهاية له ، فإذا أدت الصنعة إلى نحو هذا ، وجبت الإقامة على أول رتبة ولا يعدل عنها.
مسألة فى اجتماع ضدين
قال فى الخصائص (١) : اعلم أن التضادّ فى هذه اللغة جار مجرى التضادّ عند أهل الكلام ، فإذا ترادف الضّدّان فى شىء منها كان الحكم للطارىء ويزول (٢) الأول ، وذلك ك «لام التعريف» إذا دخلت على «المنوّن» يحذف لها تنوينه ، لأن اللام للتعريف ، والتنوين للتنكير ، فلمّا ترادفا على الكلمة تضادّا ، فكان الحكم للطارىء ، وهو «اللام» وهذا جار مجرى الضدين المترادفين على المحل الواحد ، كالأبيض يطرأ عليه السواد ، والساكن تطرا عليه الحركة ، وكذلك أيضا حذف التنوين للإضافة ، وحذف تاء التأنيث لياء النسب (٣).
__________________
(١) انظر : الخصائص ج ٣ ص ٦٢ ـ ٦٧ تحت عنوان : «باب فى أن الحكم للطارىء»
(٢) فى الخصائص : فأزال ، بدلا من : ويزول
(٣) السيوطى اختصر هنا الأمثلة التى أوردها ابن جنى وتصرف فى عبارته ، ولقد ختم ابن جنى كلامه بقوله : «واعلم أن جميع ما مضى من هذا يدفع قول «الفراء» فى قوله سبحانه : (إِنْ هذانِ لَساحِرانِ) ـ الآية ٦٣ من سورة طه ـ : إنه أراد ياء النصب ثم حذفها لسكونها وسكون الألف قبلها ، وذلك أن ياء التثنية هى الطارئة على ألف «ذا» فكان يجب أن تحذف الألف لمكانها» وانظر : الخصائص ج ٣ ص ٦٥.