[المسألة] الرابعة عشرة
فى القولين لعالم واحد
قال فى الخصائص (١) : إذا ورد عن عالم فى مسألة قولان ، فإن كان أحدهما مرسلا ، والآخر معلّلا : أخذنا بالمعلل ، ونؤوّل المرسل ، كقول سيبويه ـ فى غير موضع ـ فى التاء من «بنت» و «أخت» إنها للتأنيث (٢) ، وقال فى باب ما لا ينصرف : إنها ليست للتأنيث ، وعلله بأن ما قبلها ساكن ، وتاء التأنيث فى الواحد لا يكون ما قبلها ساكنا إلا أن تكون ألفا ، كفتاة ، وقناة ، وحصاة ، والباقى كله مفتوح كرطبة (٣) ، وعنبة ، وعلّامة ، ونسّابة ، قال : فلو سمّيت رجلا ببنت وأخت لصرفته (٤).
قال ابن جنى : فمذهبه الثانى ، وقوله : إنها (٥) للتأنيث ، محمول على التجوّز لأنها لا توجد فى الكلمة إلا فى حال التأنيث ، وتذهب بذهابه ، لا أنها فى نفسها
__________________
(١) انظر الخصائص ج ١ ص ٢٠٠.
(٢) عبارة سيبويه : «وأما بنت فإنك تقول : بنوى من قبل أن هذه التاء التى للتأنيث ، لا تثبت فى الإضافة كما لا تثبت فى الجمع بالتاء». وانظر : الكتاب ج ٢ ص ٨٢ ، وقال فى ج ٢ ص ٣٤٨ أيضا : «وكذلك تاء أخت ، وبنت ، وثنتين ، وكلتا ؛ لأنهن لحقن للتأنيث».
(٣) فى الأصل : رتبة ، وتصويبنا مطابق للخصائص.
(٤) عبارة سيبويه : «وإن سميت رجلا ببنت أو أخت صرفته ؛ لأنك بنيت الاسم على هذه التاء ، وألحقتها ببناء الثلاثة ، كما ألحقوا «سنبتة» بالأربعة ، ولو كانت كالهاء لما أسكنوا الحرف الذى قبلها ، فإنما هذه التاء فيها كتاء عفريت» وانظر : الكتاب ج ٢ ص ١٣.
(٥) إنها : أى التاء.