فروع
[أولها : انقسام المسموع إلى مطرد وشاذ]
أحدها : ينقسم المسموع إلى : مطرد وشاذ ، قال فى الخصائص (١) : وأصل مواضع (ط ر د) فى كلامهم : التتابع والاستمرار ، ومنه مطاردة الفرسان بعضهم بعضا ، واطرد الجدول إذا تتابع ماؤه.
ومواضع (ش ذ ذ) : التفرق والتفرد ، ثم قيل ذلك (٢) فى الكلام والأصوات على سمته فى غيرهما ، فجعل أهل علم العربية ما استمر من الكلام فى الإعراب وغيره من مواضع الصناعة مطردا ، وما فارق ما عليه بقية بابه وانفرد عن ذلك إلى غيره شاذا ، قال : ثم الاطراد والشذوذ على أربعة أضرب :
مطرد فى القياس والاستعمال معا ، وهذا هو الغاية المطلوبة ، نحو قال زيد ، وضربت عمرا ، ومررت بسعيد.
ومطرد فى القياس شاذ فى الاستعمال ، نحو الماضى من يذر ، ويدع ، وقولهم : مكان مبقل ، هذا هو القياس ، والأكثر فى السماع : باقل ، والأول مسموع أيضا ، ومنه أيضا مجىء مفعول عسى اسما صريحا نحو عسى زيد قائما ، فهو القياس ، غير أن الأكثر فى السماع كونه (٣) فعلا ، والأول مسموع أيضا.
__________________
(١) الكلام منقول بتصرف عن الخصائص وانظر ج ١ ص ٩٦.
(٢) عبارة ابن جنى بعد أن تحدث عن مواضع (ط ر د) و (ش ذ ذ) عند قوله عن الاطراد والشذوذ : «هذا أصل هذين الأصلين فى اللغة ، ثم قيل ذلك فى الكلام والأصوات على سمته وطريقه فى غيرهما» ، وانظر الخصائص ج ١ ص ٩٧.
(٣) يقصد مجىء المفعول أو الخبر مصدرا مؤولا مثل : عسى زيد أن يقوم.