فالجواب : أن هذا معمول على فساد ، وليس البيت الشاذ ، والكلام المحفوظ بأدنى إسناد حجة على الأصل المجتمع عليه فى كلام ولا نحو ولا فقه (١) ، وإنما يركن إلى هذا ضعفة أهل النحو ومن لا حجة معه.
وتأويل هذا وما أشبهه كتأويل ضعفة أصحاب الحديث واتباع القصاص. فى الفقه ، انتهى. فأشار بهذا الكلام إلى أن الشاذ ونحوه يطرح (٢) طرحا ولا يهتم بتأويله.
[الفرع] الثانى عشر
[متى يكون التأويل مستساغا ومتى لا يكون؟]
قال أبو حيان فى شرح التسهيل : التأويل إنما يسوغ إذا كانت الجادة (٣) على شىء ، ثم جاء شىء يخالف الجادة فيتأول.
أما إذا كان لغة طائفة من العرب لم تتكلم إلا بها فلا تأويل.
ومن ثم كان مردودا تأويل أبى على «ليس الطيب إلا المسك» (٤) على أن فيها ضمير الشان لأن أبا عمرو نقل أن ذلك لغة تميم.
__________________
ومعنى تقطع الحديث بالايماض : أن المرأة إذا أومضت ، قطعوا حديثهم للنظر إليها لبراعة جمالها ، وبنو أباض : قوم اشتهروا ببياض ألوانهم ، ولقد نسب البغدادى هذا الرجز لرؤبة بن العجاج ، وانظر الخزانة ج ٣ ص ٤٨٣ ، والانصاف المسألة رقم ١٦ ، ورضى الدين فى شرح الكافية ج ٢ ص ١٩٩.
(١) أى مثل ذلك ليس حجة أيضا فى نحو ولا فقه.
(٢) يطرح طرحا : أى يبعد إبعادا.
(٣) الجادة ، يقال : فلان جاد مجد أى مجتهد ، فالجادة : هم المجتهدون ، والجادة : معظم الطريق أيضا.
(٤) استشهد بعض النحويين بهذا المثال على أن عسى يغلب عليها الحرفية