[المسألة] التاسعة
[تعليل حكمين بعلة واحدة]
يجوز تعليل حكمين بعلة واحدة ، قال فى الخصائص (١) : سواء لم يتضادا ، أو تضادا ، كقولهم : «مررت بزيد» فإنه يستدل به على أن الجار معدود من جملة الفعل ، ووجه الدلالة منه أن الباء فيه معاقبة لهمزة النقل فى نحو «أمررت زيدا» ، فكما أن همزة أفعل موضوعة فيه ، كائنة من جملته ، فكذلك ما عاقبها من حروف الجر ، ينبغى أن يعد من جملته لمعاقبة ما هو فى جملته.
ويستدل به أيضا على ضد ذلك : وهو أن الجارّ جار مجرى بعض ما جرّه ، بدليل أنه لا يفصل بينهما ، فهذان تقديران مختلفان ، مقبولان فى القياس ، متلقيان بالبشر والإيناس.
وقال فى موضع آخر : «باب فى أن سبب الحكم قد يكون سببا لضده على وجه» هذا باب ظاهر التدافع ، وهو مع استقرائه صحيح واقع ، وذلك كقولهم : القود والحوكة (٢) ، فإن القاعدة فى مثله الإعلال بقلب الواو ألفا ، لتحركها وانفتاح ما قبلها ، لكنهم شبهوا حركة العين التابعة لها بحرف اللين التابع لها ، فكأن فعلا فعال ، فكما صح جواب وهيام صح باب القود ، والغيب ونحوه ، فأنت ترى حركة العين التى هى سبب الإعلال ، صارت على وجه آخر سبب التصحيح ، وهذا مذهب غريب المأخذ انتهى.
__________________
(١) ما ذكر هنا تلخيص لكلام ابن جنى فى الخصائص ج ١ ص ٣٤١.
(٢) انظر : الخصائص ج ١ ص ١٢٣.