وقال فى أماليه : قال أبو المنهال : أئمة البصرة فى النحو وكلام العرب ثلاثة : أبو عمرو بن العلاء ، وهو أول من وضع أبواب النحو ، ويونس (١) بن حبيب ، وأبو زيد الأنصارى (٢) ، وهو أوثق هؤلاء كلهم ، وأكثرهم سماعا من فصحاء العرب ، سمعته يقول : «ما أقول : قالت العرب إلا إذا سمعته من عجز هوازن» وفى رواية أخرى : «إلا إذا سمعته من هؤلاء : بكر بن هوازن ، وبنى كلاب ، وبنى هلال ، أو من عالية السفلة ، أو من سافلة العالية ، وإلا لم أقل : قالت العرب»
[المسألة] الثانية
[شرط المستنبط]
شرط المستنبط لشىء من مسائل هذا العلم ، المرتقى عن رتبة التقليد أن يكون عالما بلغة العرب ، محيطا بكلامها ، مطّلعا على نثرها ونظمها ، ويكفى فى ذلك الآن : الرجوع إلى الكتب المؤلفة فى اللغات ، والأبنية ، وإلى الدواوين الجامعة لأشعار العرب ، وأن يكون خبيرا بصحة نسبة ذلك إليهم ، لئلا يدخل عليه شعر موّلد
__________________
(١) يونس بن حبيب البصرى من أكابر النحويين أخذ عنه سيبويه والكسائى والفراء ، وكان له مذاهب وأقيسة تفرد بها وكانت حلقته بالبصرة مقصدا للطلاب وفصحاء الأعراب والبادية ، قال ثعلب : «جاوز يونس المائة ، وقيل : عاش ثمانية وثمانين سنة» وتوفى يونس سنة ١٨٣ ه ؛ وانظر : نزهة الألباء ص ٣٢ ـ ٣٣.
(٢) أبو زيد سعيد بن أوس الأنصارى كان عالما بالنحو واللغة ، أخذ عن أبى عمرو بن العلاء ، وأخذ عنه القاسم بن سلام وأبو حاتم السجستانى وغيرهما ، وكان ثقة من أهل البصرة. وكان سيبويه إذا قال : «سمعت الثقة» يريد أبا زيد الأنصارى. وقال صالح بن محمد : «أبو زيد النحوى ثقة» توفى أبو زيد سنة ٢١٥ ه تقريبا ؛ وانظر : نزهة الألباء ص ٨٧ ـ ٩١ وتقدمت إشارة إليه فى ص ٨٦.