مشيته، وهو يقول :
قد علمت خيبرُ أنِّي مرحبُ |
|
شاكي السلاح بطلٌ مجرَّبُ |
||
|
اذا الحروبُ أقبلتْ تلهَّبُ |
|
||
فقال عليٌّ صلوات الله عليه وبركاته :
« أنا الذي سمَّتني أُمِّي حيدرة |
|
أكيلكم بالسيف كيل السندرة |
||
|
ليثُ بغاباتٍ شديدٌ قسورة» (١) |
|
||
فاختلفا ضربتين، فبدره عليٌّ عليهالسلام فضربه فقدَّ الجحفة والمغفر ورأسه، وشقَّه نصفين حتىٰ وصل السيف إلىٰ أضراسه، فوقع علىٰ الأرض، وكان لضربته عليهالسلام دويٌّ كدوي الصاعقة، فلمَّا رأىٰ اليهود صنيع عليٍّ عليهالسلام بفارسهم مرحب ولَّوا هاربين، وكان الفتح علىٰ يديه عليهالسلام.
قال أبو رافع مولىٰ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «خرجنا مع عليٍّ عليهالسلام حين بعثه رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم برايته إلىٰ خيبر، فلمَّا دنا من الحصن خرج إليه أهله، فقاتلهم، فضربه يهوديٌّ فطرح ترسه من يده، فتناول عليٌّ عليهالسلام باباً كان عند الحصن فتترَّس به عن نفسه، فلم يزل في يده وهو يقاتل، حتىٰ فتح الله عليه، ثُمَّ ألقاه من يده، فلقد رأيتني في نفر سبعة، أنا ثامنهم، نجهد علىٰ أن نقلب ذلك الباب فما نقلبه» (٢).
وقيل : «إنَّ الباب كان حجارة طوله أربع أذرع في عرض ذراعين في سمك ذراع، فرمىٰ به عليُّ بن أبي طالب عليهالسلام خلفه ودخل الحصن ودخله
_______________________
١) انظر : ابن الأثير في تاريخه ٢ : ١٠١، وابن سعد في طبقاته ٢ : ٨٥، مع اختلاف يسير.
٢) ابن الأثير في تاريخه ٢ : ١٠٢.