على تضحيته عليهالسلام ومبيته علىٰ فراش
الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم
ليلة تآمرت قريش علىٰ قتله ـ بقوله : وهذا الذي كان من عليٍّ عليهالسلام
ليلة الهجرة، إذا نظر إليه في مجرىٰ الأحداث التي عرضت للإمام عليٍّ عليهالسلام
في حياته بعد تلك الليلة، فإنَّه يرفع لعيني الناظر أمارات واضحة، وإشارات دالّة علىٰ أنَّ هذا التدبير الذي كان في تلك الليلة لم يكن أمراً عارضاً بالإضافة إلىٰ عليٍّ عليهالسلام بل هو عن حكمة لها آثارها ومعقباتها، فلنا أن نتساءل : أكان لإلباس الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم
شخصيَّته لعليٍّ عليهالسلام
تلك الليلة ما يوحي بأنَّ هناك جامعة، تجمع بين الرسول وعليٍّ أكثر من جامعة القرابة القريبة التي بينهما؟ وهل لنا أن نستشفَّ من ذلك، أنَّه اذا غاب شخص الرسول كان عليٌّ عليهالسلام هو الشخصية المهيَّأة لأن تخلفه وتمثل شخصه وتقوم مقامه.
وأحسب أنَّنا لم نتعسَّف كثيراً حين
نظرنا إلىٰ عليٍّ عليهالسلام
وهو في برد الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم
وفي مثوىٰ منامه الذي اعتاد أن ينام فيه، وقلنا : هذا خليفة رسول الله والقائم مقامه.
وأضاف : إنَّ هذا الذي كان من عليٍّ عليهالسلام ليلة الهجرة، في
تحدِّيه لقريش هذا التحدِّي السافر، وفي استخفافه بها، وقيامه بينها ثلاثة أيام يغدو ويروح، إنَّ ذلك لا تنساه قريش لعليٍّ عليهالسلام
أبداً، ولولا أنَّها وجدت في قتله يومئذٍ إثارة فتنة تمزِّق وحدتها وتشتِّت شملها، دون أن يكون في ذلك ما يبلغ بها غايتها في محمَّد صلىاللهعليهوآلهوسلم،
لقتلته وشفت ما بصدرها منه، ولكنَّها تركته وانتظرت الأيام لتسوّي حسابها معه.
ألا يبدو من هذه الموافقات، ما نستشفُّ
منه أنَّ لعليِّ بن أبي طالب