قال ابن سيرين : طلبت ذلك الكتاب، وكتبت
فيه إلىٰ المدينة، فلم أقدر عليه .
وكان الإمام عليٌّ عليهالسلام في عهد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
من أبرز كتَّاب الوحي، ولمَّا توفِّي رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
أمر علياً عليهالسلام
يجمع القرآن الكريم في مصحفٍ واحدٍ، لذلك باشر عليهالسلام
بجمع القرآن وترتيبه، ولمَّا تولَّىٰ أبو بكر الخلافة أمر من جهته بجمع القرآن الكريم، وقد أسند هذه المهمَّة إلىٰ الصحابي زيد بن ثابت الأنصاري.
ولمَّا كان الإمام عليٌّ عليهالسلام أكثر الصحابة ملازمة
لرسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم،
واختصاصاً به، فقد كان أكثر من عُرف عنه تفسير القرآن الكريم، ألم يقل رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
بشأنه : إنَّه أكثرهم علماً؟
وذكر القرطبي في تفسيره : «فأمَّا صدر
المفسِّرين والمؤيَّد فيهم، فعليُّ بن أبي طالب رضي الله عنه، ويتلوه عبدالله بن عبَّاس، وهو تجرَّد للأمر وكمّله، وقال
ابن عبَّاس : ما أخذت من تفسير القرآن فعن عليِّ بن أبي طالب» .
وروي عن عليٍّ عليهالسلام أنَّه قال : « سلوني، فوالله لا
تسألوني عن شيءٍ إلَّا أخبرتكم، وسلوني عن كتاب الله، فوالله ما من آيةٍ إلَّا وأنا أعلم أبليل نزلت، أم بنهار، أم في سهل، أم في جبل »
.
وفي عهد أبي بكر واجه ـ وهو الخليفة ـ مشكلة
في معنىٰ بعض مفردات القرآن أحرجته كثيراً، فقال في التخلُّص منها قولاً عجيباً، فبلغ
_______________________