بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٧١
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

أبي عبدالله عليه‌السلام قال : سألته عن المسجد الذي اسس على التقوى ، فقال مسجد قباء(١).

٧ ـ قب : سلمان قال : لما قدم النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله المدينة تعلق الناس بزمام الناقة فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : يا قوم دعوا الناقة فهي مأمورة ، فعلى باب من بركت فأنا عنده فأطلقوا زمامها وهي تهف في السير حتى دخلت المدينة فبركت على باب أبي أيوب الانصاري ، ولم يكن في المدينة أفقر منه ، فانقطعت قلوب الناس حسرة على مفارقة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فنادى أبوأيوب : يا أماه افتحي الباب ، فقد قدم سيد البشر ، وأكرم ربيعة ومضر ، محمد المصطفى ، والرسول المجتبى ، فخرجت وفتحت الباب وكانت عمياء فقالت : واحسرتاه ليت كانت لي عين أبصر بها وجه سيدي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فكان أول معجزة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله في المدينة أنه وضع كفه على وجه أم أبي أيوب فانفتحت عيناها.(١)

بيان : الهفيف : سرعة السير ،

٨ ـ قب : هاجر النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله إلى المدينة ، وأمر أصحابه بالهجرة وهو ابن ثلاث وخمسين سنة ، وكانت هجرته يوم الاثنين ، وصار ثلاثة أيام في الغار ، (٣) وروي ستة أيام ، ودخل المدينة يوم الاثنين الثاني عشر من ربيع الاول ، وقيل : الحادي عشر وهي السنة الاولى من الهجرة ، فرد التاريخ إلى المحرم ، (٤) وكان نزل بقباء في دار كلثوم بن الهدم ، ثم بدار خيثمة(٥) الاوسي ثلاثة أيام ، ويقال : اثنا عشر

____________________

(١) فروع الكافى ١ : ٨١.

(٢) مناقب آل أبى طالب ١ : ١١٥ و ١١٦.

(٣) زاد في المصدر : ليخيب من قصد إليه.

(٤) روى الطبرى في تاريخه ٢ : ١١٠ باسناده عن ابن شهاب أن النبى صلى الله عليه وسلم لما قدم المدينة وقدمها في شهر ربيع الاول امر بالتاريخ ، ثم قال : فذكر انهم كانوا يؤرخون بالشهر والشهرين من مقدمه إلى أن تمت السنة. وقد قيل : ان اول من امر بالتاريخ عمر بن الخطاب.

(٥) هكذا في النسخ وفى المناقب : وفيه سقط ، والصحيح : سعد بن خيثمة. راجع كتب السير ، والتواريخ.

١٢١

يوما إلى بلوغ علي عليه‌السلام وأهل البيت ، وكان أهل المدينة يستقبلون كل يوم إلى قباء وينصرفون ، فأسس بقباء مسجدهم ، وخرج يوم الجمعة ونزل المدينة وصلى في المسجد الذي ببطن الوادي(١).

قال النسوي في تاريخه : أول صلاة صلاها في المدينة صلاة العصر ، ثم نزل على أبي أيوب. فلما أتى لهجرته شهر وأيام تمت صلاة المقيم ، وبعد ثمانية أشهر آخى بين المؤمنين ، وفيها شرع الاذان(٢).

٩ ـ قب : روي أنه كان أصحاب النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله يستقبلونه وينصرفون عند الظهيرة فدخلوا يوما فقدم النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فأول من رآه رجل من اليهود ، فلما رآه صرخ بأعلى صوته : يا بني قيلة هذا جدكم قد جاء ، فنزل النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله على كلثوم بن هدم وكان يخرج فيجلس للناس في ب يت سعد بن خيثمة ، وكان قيام علي عليه‌السلام بعد النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ثلاث ليال ، ثم لحق برسول الله (ص) ، فنزل معه على كلثوم ، وكان أبوبكر في بيت حبيب بن إساف(٣) فأقام النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله بقباء يوم الاثنين والثلثاء و الاربعاء والخميس ، وأسس مسجده وصلى يوم الجمعة في المسجد الذي في بطن الوادي وادي رانوقا ، (٤) فكانت أول صلاة صلاها بالمدينة ، ثم أتاه غسان(٥) بن

____________________

(١) هو مسجد بنى سالم كما تقدم.

(٢) مناقب آل أبى طالب ١ : ١٥١ و ١٥٢

(٣) هكذا في النسخ وفى المناقب ، وهو مصحف ، والصحيح خبيب وهو خبيب بن إساف [ويقال : يساف]

ابن عنبة بن عمرو بن خديج بن عامر بن جشم بن الحارث بن الخزرج [ بن الاوس ] الانصارى راجع امتاع الاسماع : ٤٨ وتاريخ الطبرى ٢ : ١٠٦ ، وسيرة ابن هشام ٢ : ١١٠ ، أقول : وقيل : نزل على خارجة بن زيد بن أبى زهير بن مالك بن امرئ القيس بن مالك الاغر راجع المصادر المذكورة قبل ذلك.

(٤) في نسخة : رانوفا : وفي سيرة ابن هشام : رانوناء. وذكره ياقوب أيضا كذلك في معجم البلدان ٣ : ١٩.

قال ابن اسحاق في السيرة : « لما قدم النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله المدينة أقام بقباء [ إلى أن قال : ] فأدركت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله الجمعة في بنى سالم بن عوف وصلاها في المسجد الذى في بطن الوادى وادى رانوناء » وهذا لم اجده في غير كتاب ابن اسحاق الذى لخصه ابن هشام ، وكل يقول : صلى بهم في بطن الوادى في بنى سالم ، ورانوناء بوزن عاشوراء وخابوراء.

(٥) هكذا في نسخ الكتاب ومصدره ، وهو مصحف ، والصحيح عتبان بن مالك كما في سيرة

١٢٢

مالك وعباس بن عبادة من بني سالم فقالوا : يا رسول الله أقم عندنا في العدد والعدة والمنعة ، فقال : خلوا سبيلها فإنها مأمورة ، يعني ناقته ، ثم تلقاه زياد بن لبيد وفروة بن عمرو في رجال من بني بياضة فقال كذلك ، (١) ثم اعترضه سعد بن الربيع وخارجة بن زيد وعبدالله بن رواحة في رجال من بني الحارث بن الخزرج(٢) فانطلقت حتى إذا وازت دار بني مالك بن النجار بركت على باب مسجد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وهو يومئذ مربد لغلامين يتيمين من بنى النجار ، (٣) فلما بركت ورسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لم ينزل وثبت فسارت غير بعيد ورسول الله (ص) واضع لها زمامها لا يثنيها به ، ثم التفت(٤) إلى خلفها فرجعت إلى مبركها أول مرة فبركت ، ثم تجلجت ورزمت(٥) ووضعت جرانها ، فنزل عنها رسول الله (ص) ، واحتمل أبوأيوب

____________________

ابن هشام ، والرجل هو عتبان بن مالك بن عمرو العجلانى الانصارى السالمى ، صحابى مشهور ، مذكور في التراجم. وعتبان بالكسر ثم السكون.

(١) في المصدر زيادة هى : ثم اعترضه سعد بن عبادة والمنذر بن عمر وفى رجال من بنى ساعدة. أقول : هى موجودة ايضا في سيرة ابن هشام.

(٢) في السيرة هنا زيادة أسقطها ابن شهر آشوب وهى : فانطلقت حتى إذا مرت بدار بنى عدى بن النجار ـ وهم اخواله دنيا : ام عبدالمطلب سلمى بنت عمر واحدى نسائهم ـ اعترضها سليط بن قيس وأبوسليط أسيرة بن أبى خارجة في رجال من بنى عدى بن النجار ، فقالوا يا رسول الله هلم إلى اخوالك إلى العدد والعدة والمنعة ، قال : خلوا سبيلها فانها مأمورة ، فخلوا سبيلها فانطلقت إه.

(٣) زاد في السيرة : ثم من بنى مالك بن النجار ، وهما في حجر معاذ بن عفراء : سهل و سهيل ابنى عمرو.

(٤) في السيرة : ثم التفتت.

(٥) تجلجلت : تضعضعت وفى السيرة : تحلحت أى تحركت. وفى النهاية : ثم تحلحت و أرزمت ووضعت جرانها ، تلحلحت أى أقامت ولزمت مكانها ولم تبرح وهو ضد تحلحل. أقول : قوله : رزمت ، يقال : رزمت الناقة رزوما : إذا اقامت من الكلال والاعياء ، وفى النهاية : ناقة رازم : هى التى لا تتحرك من الهزال ، وأما معنى الكلمة على ما رواها ابن الاثير وهى أرزمت ، فهو فسرها بقوله : أى صوتت ، والارزام : الصوت لا يفتح به الفم ويمكن أن تكون « رزمت » من باب التفعيل من رزم القول : ضربوا بانفسهم الارض لا يبرحون.

١٢٣

رحله فوضعه في بيته ، ونزل النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله في بيت أبي أيوب ، وسأل عن المربد فأخبره أنه لسهل وسهيل يتيمين لمعاذ بن عفراء ، فأرضاهما معاذ ، وأمر النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ببناء المسجد ، وعمل فيه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بنفسه ، فعمل فيه المهاجرون والانصار ، وأخذ المسلمون يرتجزون وهم يعملون ، فقال بعضهم :

لئن قعدنا والنبي يعمل

فذاك منا العمل المضلل

والنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : لا عيش إلا عيش الآخرة ، اللهم ارحم الانصار والمهاجرة.(١) وعلي بن أبي طالب عليه‌السلام يقول :

لا يستوي من يعمل المساجدا

يدأب فيها قائما وقاعدا

ومن يرى عن الغبار حائدا. (٢)

____________________

(١) زاد في السيرة هنا : فدخل عمار بن ياسر وقد اثقلوه باللبن ، فقال : يا رسول الله قتلونى يحملون على ما لا يحملون قالت ام سلمة زوج النبى فرأيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ينفض وفرته بيده وكان رجلا جعدا وهو يقول : « ويح ابن سمية ليسوا بالذين يقتلونك ، انما تقتلك الفئة الباغية » وارتجز على بن أبى طالب عليه‌السلام يومئذ إه.

(٢) في السيرة : قال ابن هشام : سألت غير واحد من أهل العلم بالشعر عن هذا الرجز ، فقالوا : ان على بن أبى طالب ارتجز به فلا يدرى أهو قائله أم غيره.

قال ابن اسحاق : فأخذ عمار بن ياسر فجعل يرتجز بها.

قال ابن هشام : فلما أكثر ظن رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم انه انما يعرض به فيما حدثنا زياد بن عبدالله البكائى ، عن ابن اسحاق ، وقد سمى ابن اسحاق الرجل [ أقول الرجل هو عثمان بن عفان كما في هامش السيرة وغيره ] قال ابن اسحاق فقال : قد سمعت ما تقول منذ اليوم يا ابن سمية ، والله انى لارانى سأعرض هذه العصا لانفك ، قال : وفى يده عصا ، قال : فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال : « ما لهم ولعمار ، يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار ، ان عمارا جلدة ما بين عينى وانفى ، فاذا بلغ ذلك من الرجل فلم يستبق فاجتنبوه ».

قال ابن اسحاق : فاقام رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيت أبى أيوب حتى بنى له مسجده ومساكنة. ثم انتقل. إه.

١٢٤

ثم انتقل من بيت أبي أيوب إلى مساكنه التي بنيت له ، وقيل : كان مدة مقامه بالمدينة إلى أن بنى المسجد وبيوته من شهر ربيع الاول إلى صفر من السنة القابلة(١).

بيان : قال الجزري : في حديث سلمان ابني قيلة ، يريد الاوس والخزرج قبيلتي الانصار ، وقيلة اسم أم لهم قديمة ، وهي قيلة بنت كاهل انتهى.

قوله : هذا جدكم ، أي صاحب جدكم وسلطانكم ، ويحتمل أن يريد هذا سعدكم ودولتكم.

أقول : قال الطبرسي رحمه‌الله في تفسير آية الجمعة : (٢) قال ابن سيرين : جمع أهل المدينة قبل أن يقدم النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله المدينة ، وقيل : قبل أن تنزل الجمعة قالت الانصار : لليهود يوم يجتمعون فيه كل سبعة أيام ، وللنصارى يوم أيضا مثل ذلك ، فلنجعل يوما نجتمع فيه فنذكر الله عزوجل ونشكره ، أو كما قالوا فقالوا : (٣) يوم السبت لليهود ، ويوم الاحد للنصارى ، فاجعلوه يوم العروبة فاجتمعوا إلى أسعد بن زرارة فصلى بهم يومئذ ، وذكرهم ، فسموه يوم الجمعة حين اجتمعوا إليه ، فذبح لهم أسعد بن زرارة شاة ، فتغدوا وتعشوا من شاة واحدة وذلك لقلتهم ، فأنزل الله تعالى في ذلك : « إذا نودي للصلاة » الآية ، فهذه أول جمعة جمعت في الاسلام ، فأما أول جمعة جمعها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بأصحابه فقيل : إنه قدم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله مهاجرا حتى نزل قباء على بني عمرو بن عوف ، وذلك يوم الاثنين لاثنتي عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الاول حين الضحى ، فأقام بقباء يوم الاثنين والثلثاء والاربعاء والخميس وأسس مسجدهم ، ثم خرج من بين أظهرهم يوم الجمعة عامدا المدينة فأدركته صلاة الجمعة في بنى سالم بن عوف في بطن وادلهم قد اتخذوا

____________________

(١) مناقب آل أبى طالب ١ : ١٦٠ و ١٦١. والحديث موجود في سيرة ابن هشام ١ : ١١٢ ـ ١١٥ ، إلى قوله : وقيل.

(٢) الجمعة : ٩.

(٣) المصدر خال عن قوله : فقالوا.

١٢٥

اليوم في ذلك الموضع مسجدا ، وكانت هذه الجمعة أول جمعة جمعها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في الاسلام ، فخطب في هذه الجمعة ، وهي أول خطبة خطبها بالمدينة فيما قيل.

فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله :

الحمد لله الذي(١) أحمده وأستعينه ، وأستغفره وأستهديه ، واومن به ولا أكفره وأعادي من يكفره ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ، أرسله بالهدى والنور والموعظة على فترة(٢) من الرسل ، وقلة من العلم ، وضلالة من الناس ، وانقطاع من الزمان ، ودنوا من الساعة ، وقرب من الاجل ، من يطع الله ورسوله فقد رشد ، ومن يعصهما(٣) فقد غوى وفرط و ضل ضلالا بعيدا ، أوصيكم بتقوى الله فإنه خير ما أوصى به المسلم المسلم ، أن يحضه(٤) على الآخرة ، وأن يأمره بتقوى الله ، فاحذروا ما حذركم الله من نفسه(٥) وإن تقوى الله لمن عمل به على وجل ومخافة من ربه عون صدق على ما تبغون من أمر الآخرة ، ومن يصلح الذي بينه وبين الله من أمره في السر والعلانية لا ينوي بذلك إلا وجه الله يكن له ذكرا(٦) في عاجل أمره ، وذخرا فيما بعد الموت حين يفتقر المرء إلى ما قدم ، وما كان من سوى ذلك يود لو أن بينها(٧) وبينه أمدا

____________________

(١) المصدر خال عن كلمة « الذى » والخطبة مذكورة في تاريخ الطبرى ٢ : ١١٥ ، وهو أيضا خال عنها.

(٢) الفترة ما بين الرسولين : الزمان الذى انقطعت فيه الرسالة ، كفترة ما بين عيسى عليه السلام ومحمد صلى‌الله‌عليه‌وآله.

(٣) في نسخة : ومن يعص الله ورسوله. والمتن موافق للمصدر وتاريخ الطبرى.

(٤) أى يحثه على أمر الاخرة ، ويحمله على ما يؤديه إلى الفوز فيها والنجاة عن شدائدها.

(٥) في تاريخ الطبرى هنا زيادة هى : ولا افضل من ذلك نصيحة ولا افضل من ذلك ذكرا.

(٦) الذكر بالكسر : الصيت. الثناء الشرف. والذكر بالضم : التذكر.

(٧) في المصدر وفى تاريخ الطبرى : بينه وبينه.

١٢٦

بعيدا ، ويحذركم الله نفسه والله رؤوف بالعباد ، والذي صدق قوله ونجز(١) وعده لا خلف لذلك فإنه يقول : « ما يبدل القول لدي وما أنا بظلام للعبيد(٢) » فاتقوا الله في عاجل أمره(٣) وآجله ، في السر والعلانية ، فإنه من يتق الله يكفر عنه سيئاته ، ويعظم له أجرا ، ومن يتق الله فقد فاز فوزا عظيما ، وإن تقوى الله توقي مقته وتوقي عقوبته وتوقي سخطه(٤) ، وإن تقوى الله تبيض الوجوه ، وترضي الرب ، وترفع الدرجة ، خذوا بحظكم ، ولا تفرطوا في جنب الله ، فقد علمكم الله كتابه ، ونهج لكم سبيله ليعلم الذين صدقوا ويعلم الكاذبين ، فأحسنوا كما أحسن الله إليكم ، و عادوا أعداءه ، وجاهدوا في الله(٥) حق جهاده ، وهو اجتباكم وسماكم المسلمين ليهلك من هلك عن بينة ، ويحيى من حي عن بينة ، ولا جول(٦) ولا قوة إلا بالله ، فأكثروا ذكر الله ، (٧) واعملوا لما بعد الموت فإنه من يصلح ما بينه وبين الله يكفه الله ما يبنه وبين الناس ، ذلك بأن الله يقضي على الناس ولا يقضون عليه ، و يملك من الناس ولا يملكون منه ، الله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم(٨).

فلهذا صارت الخطبة شرطا في انعقاد الجمعة (٩) انتهى.

____________________

(١) نجز ونجز الحاجة : قضاها. نجز بالوعد : عجله. وفى تاريخ الطبرى : انجز.

(٢) ق : ٢٩.

(٣) في المصدر وفى تاريخ الطبرى : أمركم.

(٤) في تاريخ الطبرى : تقوى في المواضع. وكذا الافعال الاتية بعد كلها بالتذكير.

(٥) في المصدر : في سبيل الله.

(٦) خلا التارخ عن قوله : ولا حول.

(٧) في نسخة بعد ذلك : واعلموا انه خير من الدنيا وما فيها.

(٨) في المصدر. الله أكبر ولا قوة إلا بالله العلى العظيم. ومثله تاريخ الطبرى الا انه خلا عن كلمة : العلى.

(٩) مجمع البيان ١٠ : ٢٨٦ و ٢٨٧. أقول : ذكر ابن هشام والمقريزى أول خطبته صلى الله عليه وسلم في السيرة وامتاع الاسماع والمذكور فيهما يخالف ذلك ، وهى هكذا قالا : وكانت أول

١٢٧

وقال في المنتقى في حوادث السنة الاولى من الهجرة : إنه صلى‌الله‌عليه‌وآله لبث في بني عمرو بن عوف بضع عشرة ليلة ، وأسس المسجد الذي أسس على التقوى ، فصلى فيه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ثم دخل المدينة ، ثم ذكر كيفية دخوله المدينة ، وصلاة الجمعة والخطبة نحو ما تقدم ، (١) ثم قال : وإنه لما بنى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله مسجده طفق ينقل معهم اللبن ويقول وهو ينقل اللبن :

هذا الحمال لا حمال خيبر

هذا أبر ربنا وأطهر

____________________

خطبة خطبها [ رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما بلغنى عن أبى سلمه بن عبدالرحمن : نعوذ بالله أن نقول على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ما لم يقل ـ السيرة ] أنه قام فيهم فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله ، ثم قال : أما بعد أيها الناس فقدموا لانفسكم ، تعلمن والله ليصعقن أحدكم ثم ليدعن غنمه ليس لها راع ، ثم ليقولن له ربه ـ وليس له ترجمان ولا حاجب يحجبه دونه ـ ألم يأتك رسولى فبلغك؟ وآتيتك مالا وأفضلت عليك فما قدمت لنفسك؟ فلينظرن يمينا وشمالا فلا يرى شيئا. ثم لينظرن قدامه فلا يرى غير جهنم ، فمن استطاع أن يقى وجهه من النار ولو بشق بشقة ـ الامتاع ] من تمرة فليفعل ، ومن لم يجده [ يجد ـ ألامتاع ] فبكلمة طيبة ، فان بها تجزى الحسنة عشر أمثالها إلى سبعمائة شعف. والسلام عليكم [ وعلى رسول الله ] ورحمة الله و بركاته. في الامتاع : والسلام على رسول الله ورحمة الله وبركاته.

قال ابن هشام : قال ابن اسحاق : ثم خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم مرة اخرى فقال : ان الحمد لله ، أحمده واستعينه ، نعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادى له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، ان أحسن الحديث كتاب الله تبارك وتعالى ، قد أفلح من زينه الله في قلبه ، وادخله في الاسلام بعد الكفر واختاره على ما سواء من أحاديث الناس ، انه أحسن الحديث وأبلغه ، أحبوا ما أحب الله ، احبوا الله من كل قلوبكم ، ولا تملوا كلام الله وذكره ، ولا تقس عنه قلوبكم ، فانه من كل ما يخلق الله يختار ويصطفى ، قد سماه الله خيرته من الاعمال ، ومصطفاه من العباد والصالح من الحديث ومن كل ما اوتى الناس من الحلال والحرام ، فاعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا ، واتقوه حق تقاته ، واصدقوا الله صالح ما تقولون بافواهكم ، وتحابوا بروح الله بينكم ، ان الله يغضب أن ينكث عهده والسلام عليكم.

(١) في نسخة ، نحوا مما تقدم.

١٢٨

ويقول : « اللهم إن الاجر أجر الآخرة ، فارحم الانصار والمهاجرة ».

قوله : هذا الحمال ، أي هذا الحمل والمحمول من اللبن أبر عند الله وأطهر أي أبقى ذخرا وأدوم منفعة ، لا حمال خيبر من التمر والزيب والطعام المحمول منها الذي يغتبطه حاملوه ، والذي كنا من قبل نحمله ونعطيه ، والحمال والحمل واحد ، وروي بالجيم وله وجه ، والاول أظهر.

وفي هذه السنة تكلم الذئب خارج المدينة ينذر برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله كما روي عن أبي هريرة قال : جاء ذئب إلى راعي غنم فأخذ منها شاة فطلبه الراعي حتى انتزعها منه ، فصعد الذئب على تل فأقعى واستثفر ، (١) وقال : عمدت إلى رزق رزقنيه الله انتزعته مني ، فقال الرجل : بالله إن رأيت كاليوم ذئب يتكلم ، قال الذئب : أعجب من هذا رجل في النخلات بين الحرتين يخبركم بما مضى وما هو كائن عندكم ، و كان الرجل يهوديا فجاء إلى النبى (ص) فأخبره خبره ، وصدقه النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ثم قال صلى‌الله‌عليه‌وآله : إنها أمارة من أمارات الساعة ، أو شك الرجل أن يخرج فلا يرجع حتى تحدثه نعلاه بما أحدث أهله بعده(٢).

وفي هذه السنة بعث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إلى بناته وزوجته سودة بنت زمعة زيد بن حارثة وأبا رافع فحملاهن من مكة إلى المدينة ، ولما رجع عبدالله بن اريقط إلى مكة أخبر عبدالله بن أبي بكر بمكان أبيه ، فخرج عبدالله بعيال أبيه إليه ، و صحبهم طلحة بن عبيدالله ومعهم أم رومان أم عائشة وعبدالرحمن حتى قدموا المدينة.

وفي هذه السنة بنى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بعائشة في شوال بعد الهجرة بسبعة أشهر وقيل : في السنة الثانية ، والاول أصح ، وكان تزوجها قبل الهجرة بثلاث سنين. وفي هذه السنه زيد في صلاة الحضر ، وكانت صلاة الحضر والسفر ركعتين غير

____________________

(١) أى جعل ذنبه بين فخذيه.

(٢) في المصدر : حتى تحدثه نعلاه وسوطه بما أحدث أهله بعده.

١٢٩

المغرب ، وذلك بعد مقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة بشهر.

وفى هذه السنة آخى بين المهاجرين والانصار ، وذلك أنه لما قدم المدينة آخى بين المهاجرين والانصار على الحق والمواساة يتوارثون بعد الممات دون ذوي الارحام ، وكانوا تسعين رجلا : خمسة وأربعين رجلا من المهاجرين وخمسة وأربعين رجلا من من الانصار ، وقيل : كانوا خمسين ومائة من الانصار ، وخمسين ومائه من المهاجرين(١) ، وكان ذلك قبل بدر ، فلما كانت وقعة بدر أنزل الله تعالى : « و اولو الارحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله(٢) » نسخت هذه الآية ما كان قبلها ورجع كل إنسان إلى نسبه ، وورثه ذو رحمه.

وفي هذه السنة صام عاشورا ، وأمر بصيامه.

وفى هذه السنة أسلم عبدالله بن سلام ، قال : أنس : لما قدم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله المدينة أخبر عبدالله بن سلام بقدومه فأتاه فقال : إني سائلك عن أشياء لا يعلمها إلا نبي ، فإن أخبرتني بها آمنت بك ، قال : وما هن؟ قال : سأله(٣) عن الشبه ، و عن أول شئ يأكله أهل الجنة ، وعن أول شئ يحشر الناس.

____________________

(١) قال المقريزى بعد القول الاول : ويقال : خمسين من هؤلاء ، وخمسين من هؤلاء ، ويقال انه لم يبق من المهاجرين احد الا آخى بينه وبين انصارى ، وقال ابن الجوزى ، وقد أحصيت جملة من آخى النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله بينهم فكانوا مائة وستين وثمانين رجلا ، كانت المؤاخاة بعد مقدمه بخمسة أشهر وقيل : بثمانية أشهر ، ثم نسخ التوراث بالمؤاخاة بعد بدر. انتهى كلام المقريزى.

أقول : آخى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بين أصحابه مرتين : احدهما في مكة آخى بين جماعة منهم قبل الهجرة ، والثانية في المدينة آخى بين المهاجرين والانصار ولم يمت أحد منهم حتى نزلت سورة الانفال فصارت المواريث للرحمن ، فقد ذكر أسماء بعضهم ، والايعاز إليها لا يخلو عن فائدة.

أما في المؤخاة الاولى فآخى صلى‌الله‌عليه‌وآله بين نفسه وعلى بن أبى طالب عليه‌السلام ، و (٢) الانفال : ٧٥. والاحزاب : ٦.

(٣) في نسخة سائلك.

١٣٠

فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : أخبرني بهن جبرئيل آنفا ، قال : ذاك عدو اليهود ، قال : أما الشبه فإذا سبق ماء الرجل ماء المرأة ذهب بالشبه ، وإذا سبق ماء المرأة ماء الرجل ذهبت بالشبه ، وأما أول شئ يأكله أهل الجنة فزائد كبد(١) الحوت ، وأما أول شئ يحشر الناس فنار تجئ من قبل المشرق فتحشرهم إلى المغرب ، فأمسك ، وقال : أشهد أنك رسول الله ، وقال : يا رسول الله إن اليهود قوم بهت(٢) ، وإنهم إن سمعوا بإسلامي بهتوني فاخبأني عندك ، وابعث إليهم فسلهم عني ، فخباه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وبعث إليهم فجاؤوا ، فقال : أي رجل عبدالله بن سلام فيكم؟ قالوا : هو خيرنا وابن خيرنا ، وسيدنا وابن سيدنا ، وعالمنا وابن عالمنا ، قال : أرأيتم إن أسلم أتسلمون ، فقالوا : أعاذه الله من ذلك ، فقال : يا عبدالله بن سلام اخرج إليهم ، فلما خرج إليهم قال : أشهد أن لا إله إلا الله ، وأشهد أن محمدا رسول الله ، قالوا : شرنا وابن شرنا ، وجاهلنا وابن جاهلنا ، فقال ابن سلام : قد أخبرتك يا رسول الله إن اليهود قوم بهت.

وفيها أسلم سلمان رضي‌الله‌عنه ، على ما سيأتي شرحه(٣).

وفيها شرع الاذان.

____________________

(١) تقدمت مسائل عبدالله بن سلام برواية علل الشرائع في كتاب الاحتجاجات ٩ : ٣٠٤ قال المصنف هناك : زيادة الكبد : هى القطعة المنفردة المتعلقة بالكبد ، وهى أهناها ، و أطيبها. ذكره الكرمانى في شرح البخارى.

(٢) بهت جمع بهوت : من يفترى على غيره الكذب.

(٣) قوله : « على ما سيأتى شرحه » من كلام المصنف.

آخى بين حمزة بن عبدالمطلب رحمه‌الله وبين زيد بن حارثة مولى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وبين أبى بكر وعمر ، وبين عثمان بن عفان وعبدالرحمن بن عوف ، وبين الزبير بن العوام و عبدالله بن مسعود ، وبين عبيدة بن الحارث بن المطلب وبلال مولى أبى بكر ، وبين مصعب بن عمير وسعد بن أبى وقاص ، وبين أبى عبيدة بن الجراح وسالم مولى أبى حذيفة ، وبين سعيد بن زيد وطلحة بن عبيدالله ، ذكر ذلك أبوجعفر محمد بن حبيب البغدادي في كتاب المحبر : ٧٠ و ٧١ وأما المؤاخاة الثانية فقد ذكر ابن هشام في السيرة ٢ : ١٢٣ ـ ١٢٦ وابن حبيب في

١٣١

ومما كان في هذه السنة ما روي أنه كان امرأة من بنى النجار يقال لها : فاطمة بنت النعمان لها تابع من الجن ، وكان يأتيها ، فأتاها حين هاجر النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فأنقض(١) على الحائط ، فقالت : مالك لم تأت كما كنت تأتي؟ قال : قد جاء النبي الذي يحرم الزنا والحرام.

وفيها مات البراء بن معرور ، وكان أول من تكلم ليلة العقبة حين لقي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله السبعون من الانصار فبايعوه ، وهو أحد النقباء توفي قبل قدوم رسول الله (ص) المدينة بشهر ، فلما قدم رسول الله (ص) انطلق بأصحابه فصلى على قبره ، وقال : « اللهم اغفر له وارحمه وارض عنه وقد فعلت » وهو أول من مات من النقباء. وفيها مات أسعد بن زرارة أحد النقباء مات قبل أن يفرغ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله من بناء مسجده ، ودفن بالبقيع ، والانصار يقولون : هو أول من دفن فيها ، و المهاجرون يقولون : عثمان بن مظعون ، ولما مات أسعد بن زرارة جاءت بنو النجار إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقالوا : قد مات نقيبنا فنقب علينا(٢) ، فقال رسول الله (ص) : أنا نقيبكم.

وفيها مات كلثوم بن الهدم وكان شريفا كبير السن قبل قدومه(٣) ، فلما هاجر نزل عليه ، ونزل عليه جماعة منهم أبوعبيد والمقداد وخباب في آخرين ،

____________________

(١) أى فصوت.

(٢) اى اجعل نقيبا علينا ، والنقيب : شاهد القوم وضمينهم وعريفهم وسيدهم.

(٣) هكذا في النسخ وفيه سقط : وفي المصدر : اسلم قبل قدومه.

المحبر ٧١ : جماعة فنذكر اولا من ذكر الاول ثم نضيف إليه من أضاف الثانى ، قال ابن هشام : قال ابن اسحاق : وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين اصحابه من المهاجرين والانصار ، فقال فيما بلغنا ونعوذ بالله أن نقول عليه ما لم يقل : تآخوا في الله أخوين أخوين ثم أخذ بيد على بن أبى طالب فقال : هذا أخى ، فكان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله سيد المرسلين ، وامام المتقين ، ورسول رب العالمين الذى ليس له خطير ولا نظير من العباد وعلى بن أبى طالب رضي‌الله‌عنه أخوين.

أقول : هذا هو المشهور بين الخاصة والعامة الا ان ابن حبيب خالف المشهور واتى بقول

١٣٢

وتوفي بعد قدوم رسول الله صلى الله عليه وسلم بيسير.

وفيها مات من المشركين العاص بن وائل السهمي ، والوليد بن المغيرة بمكة ، وروي عن الشعبي قال : لما حضر الوليد بن المغيرة جزع فقال له أبوجهل : يا عم ما يجزعك؟ قال : والله ما بي جزع من الموت ، ولكني أخاف أن يظهر دين ابن أبي كبشة بمكة ، فقال أبوسفيان : لا تخف أنا ضامن أن لا يظهر(١).

٨

باب

نوادر الغزوات وجوامعها وما جرى بعد الهجرة إلى غزوة بدر

الكبرى ، وفيه غزوة العشيرة وبدر الاولى والنخلة

الايات : البقرة ، ٢ : كتب عليكم القتال وهو كره لكم وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون* يسئلونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير وصد عن سبيل الله و كفر به والمسجد الحرام وإخراج أهله منه أكبر عند الله والفتنة أكبر من القتل ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا. الآية ٢١٦ و ٢١٧.

____________________

(١) المنتقى في مولود المصطفى صلى‌الله‌عليه‌وآله : الفصل الخامس في ذكر تلقى اهل المدينة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله.

شاذ وهو انه صلى‌الله‌عليه‌وآله آخى بين على بن أبى طالب عليه‌السلام وبين سهل بن حنيف وكان حمزة بن عبدالمطلب أسد الله وأسد رسوله وعم رسول الله صلى الله عليه وسلم وزيد بن حارثه أخوين ، وآخى بين جعفر بن أبى طالب وهو بالحبشة ومعاذ بن جبل ، وبين أبى بكر وخارجة بن زيد بن أبى زهير ، وبين عمر بن الخطاب وعتبان بن مالك أخى بنى سالم بن عوف بن عمرو بن عوف ابن الخزرج « قال ابن حبيب : بينه وبين عويم بن ساعدة ، ويقال : بينه وبين معاذ بن عفراء ، ويقال بينه وبين عتبان » وبين أبى عبيدة بن عبدالله بن الجراح وسعد بن معاذ بن النعمان « في المحبر : بينه وبين محمد بن مسلمة » وبين عبدالرحمن بن عوف وسعد بن الربيع وبين الزبير بن العوام

١٣٣

النساء ، ٤ : يا أيها الذين آمنوا خذوا حذركم فانفروا ثبات أو انفروا جميعا و إن منكم لمن ليبطئن فإن أصابتكم مصيبة قال قد أنعم الله علي إذ لم أكن معهم شهيدا ، ولئن أصابكم فضل من الله ليقولن كأن لم يكن بينكم وبينه مودة يا ليتني كنت معهم فأفوز فوزا عظيما * فليقاتل في سبيل الله الذين يشرون الحياة الدنيا بالآخرة و من يقاتل في سبيل الله فيقتل أو يغلب فسوف نؤتيه أجرا عظيما * وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان الذين يقولون ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها واجعل لنا من لدنك وليا واجعل لنا من لدنك نصيرا* الذين آمنوا يقاتلون في سبيل الله والذين كفروا يقاتلون في سبيل الطاغوت فقاتلوا أولياء الشيطان إن كيد الشيطان كان ضعيفا ٧١ ـ ٧٦.

وقال تعالى : فما لكم في المنافقين فئتين والله أركسهم بما كسبوا أتريدون أن تهدوا من أضل الله ومن يضلل الله فلن تجد له سبيلا * ودوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواء فلا تتخذوا منهم أولياء حتى يهاجروا في سبيل الله ، فإن تولوا فخذوهم واقتلوهم حيث وجدتموهم ولا تتخذوا منهم وليا ولا نصيرا * إلا الذين يصلون إلى قوم بينكم وبينهم ميثاق أو جاءوكم حصرت صدورهم أن يقاتلوكم أو يقاتلوا قومهم ولو شاء الله لسلطهم عليكم فلقاتلوكم فإن اعتزلوكم فلم يقاتلوكم وألقوا إليكم السلم فما جعل الله لكم عليكم سبيلا * ستجدون آخرين يريدون أن يأمنوكم ويأمنوا قومهم كلما ردوا إلى الفتنة اركسوا فيها فإن لم يعتزلوكم و يلقوا إليكم السلم ويكفوا أيديهم فخذوهم واقتلوهم حيث ثقفتموهم وأولئكم

____________________

وسلمة بن سلامة بن وقش ، ويقال : بل الزبير وعبدالله بن مسعود : « في المحبر : بينه وبين كعب بن مالك » وبين عثمان بن عفان وأوس بن ثابت بن المنذر « زاد في المحبر : ويقال : أبو [ أبى ] عبادة سعد بن عثمان الزرقى » وطلحة بن عبيدالله وكعب بن مالك [ في المحبر : وأبى ابن مالك ] وبين سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل وأبى بن كعب [ في المحبر : ورافع بن مالك ] وبين مصعب بن عمير بن هاشم وأبى ايوب خالد بن زيد ، وبين أبى حذيفة بن عتبة بن ربيعة ، وعباد بن بشر بن وقش ، وبين عمار بن ياسر وحذيفة بن اليمان ، ويقال : ثابت بن قيس

١٣٤

جعلنا لكم عليهم سلطانا مبينا ٨٨ ـ ٩١.

وقال سبحانه : يا أيها الذين آمنوا إذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلم لست مؤمنا تبتغون عرض الحياة الدنيا فعند الله مغانم كثيرة كذلك كنتم من قبل فمن الله عليكم فتبينوا إن الله بما تعملون خبيرا ٩ وقال سبحانه : وإذا كنت فيهم فأقمت لهم الصلاة فلتقم طائفة منهم معك وليأخذوا أسلحتهم فإذا سجدوا فليكونوا من ورائكم ولتأت طائفة أخرى لم يصلوا فليصلوا معك وليأخذوا حذرهم وأسلحتهم ود الذين كفروا لو تغفلون عن أسلحتكم وأمتعتكم فيميلون عليكم ميلة واحدة ولا جناح عليكم إن كان بكم أذى من مطر أو كنتم مرضى أن تضعوا أسلحتكم وخذوا حذركم إن الله أعد للكافرين عذابا مهينا * فإذا قضيتم الصلاة فاذكروا الله قياما وقعودا وعلى جنوبكم فإذا اطمأننتم فأقيموا الصلاة إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا * ولا تهنوا في ابتغاء القوم إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله ما لا يرجون وكان اله عليما حكيما ١٠٢ ـ ١٠٤.

المائدة : « ٥ » يا أيها الذين آمنوا لا تحلوا شعائر الله ولا الشهر الحرام ولا الهدي ولا القلائد ولا آمين البيت الحرام يبتغون فضلا من ربهم ورضوانا وإذا

____________________

ابن الشماس ، وبين أبى ذر والمنذر بن عمر والمعنق ، وبين حاطب بن أبى بلتعة وعويم بن ساعدة وبين سلمان الفارسى وأبى الدرداء عويمر بن ثعلبة [ في المحبر : ورخيلة بن يخلد ] وبين بلال وأبى رويحة عبدالله بن عبدالرحمن الخثعمى.

وزاد ابن حبيب في المحبر : وبين زيد بن حارثة واسيد بن الخضير ، وبين أبى مرثد الغنوى و عبادة بن الصامت ، وبين مرثد بن أبى مرثد وأوس بن الصامت ، وبين عبيدة بن الحارث بن المطلب الشهيد ببدر وعمير بن الحمام السلمى وبين الطفيل بن الحارث بن المطلب والمنذر بن محمد بن عقبة بن احيحة بن الجلاح ، وبين الحصين بن الحارث بن المطلب ورافع بن عنجدة ، وبين شجاع بن وهب وأوس بن خولى ، وبين عبدالله بن جحش الاسدى وعاصم بن ثابت أبى الاقلح ، وبين محرز ابن نضلة وعمارة بن حزم وبين سالم مولى أبى حذيفة ومعاذ بن ماعص ، وبين عتبة بن غزوان وأبى دجانة سماك بن خرشة ، وبين سعد مولى عتبة وتميم موى خراش بن الصمة ، وبين طليب

١٣٥

حللتم فاصطادوا ولا يجرمنكم شنئان قوم أن صدوكم عن المسجد الحرام أن تعتدوا وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الاثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب ٢.

وقال تعالى : ولا يجرمنكم شنئان قوم على أن لا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى ٨.

وقال تعالى : يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ هم قوم أن يبسطوا إليكم أيديهم فكف أيديهم عنكم واتقوا الله وعلى الله فليتوكل المؤمنون ١١.

وقال تعالى : يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين * فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة فعسى الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده فيصبحوا على ما أسروا في أنفسهم نادمين * ويقول الذين آمنوا أهؤلاء الذين أقسموا بالله جهد أيمانهم إنهم لمعكم حبطت أعمالهم فأصبحوا خاسرين ٥١ ـ ٥٣.

الانفال : « ٨ » وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله فإن انتهوا فإن الله بما يعملون بصير ٣٩.

____________________

ابن عمير بن وهب والمنذر بن عمرو ، وبين سعد بن أبى وقاص وسعد بن معاذ ، وبين عبدالله ابن مسعود ومعاذ بن جبل ، وبين عمير بن عبد عمرو بن نضلة ذى الشمالين وبين يزيد بن الحارث الذى يقال له : ابن فسحم ، وبين خباب بن الارت وجبار بن صخر ، وبين المقداد ابن عمرو وجبر بن عتيك ، وبين عمير بن أبى وقاص وعمرو بن معاذ أخى سعد بن معاذ ، و بين مسعود بن ربيع القارى وبين عبيد بن التيهان ، وبين عامر بن فهيرة والحارث بن اوس بن معاذ ، وبين صهيب بن سنان والحارث بن الصمه ، وبين أبى سلمة بن عبدالاسد وسعد بن خيثمة ، وبين شماس بن عثمان بن الشريد وحنظلة بن أبى عامر وبين الارقم بن أبى الارقم

١٣٦

وقال تعالى : ولا يحسبن الذين كفروا سبقوا أنهم لا يعجزون * وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم وما تنفقوا من شئ في سبيل الله يوف إليكم وأنتم لا تظلمون * وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله إنه هو السميع العليم* وإن يريدوا أن يخدعوك فإن حسبك الله هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين* وألف بين قلوبهم لو أنفقت ما في الارض جميعا ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم إنه عزيز حكيم * يا أيها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين * يا أيها النبي حرض المؤمنين على القتال إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين وإن يكن منكم مائة يغلبوا ألفا من الذين كفروا بأنهم قوم لا يفقهون* الآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفا فإن يكن منكم مائة صابرة يغلبوا مائتين وإن يكن منكم ألف يغلبوا ألفين بإذن الله والله مع الصابرين ٥٩ ـ ٦٦.

التوبة : « ٩ » يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا آباءكم وإخوانكم أولياء إن استحبوا الكفر على الايمان ومن يتولهم منكم فاولئك هم الظالمون * قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها و تجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره والله لا يهدي القوم الفاسقين * لقد نصركم الله في مواطن كثيرة ٢٣ ـ ٢٥.

____________________

وأبى طلحة زيد بن سهل ، وبين معتب بن حمراء الخزاعى وثعلبة بن حاطب ، وبين زيد بن الخطاب ومعن بن عدى ، وبين واقد بن عبدالله التميمى أو حصن حليف بنى عدى وبشر بن البراء بن معرور ، وبين عامر بن ربيعة العنزى ويزيد بن المنذر بن السرح وبين عاقل بن أبى البكير ومبشر بن عبدالمنذر : ويقال : بل مجذر بن زياد ، وبين عامر بن أبى البكير وثابت بن قيس بن شماس ، وبين خالد بن أبى البكير وزيد بن الدثنة ، وبين أياس بن أبى البكير والحارث بن خزمة ، وبين عثمان بن مظعون وأبى الهيثم بن التيهان ، وبين عبدالله بن مظعون وسهل بن عبيد بن المعلى. وبين السائب بن عثمان وحارثة بن سراقة ، وبين معمر بن الحارث ومعاذ بن عفراء. وبين خنيس بن حذافة وأبى عبس بن جبر ، وبين عبدالله بن مخرمة

١٣٧

وقال تعالى : وقاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونكم كافة ٣٦.

وقال سبحانه : يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم ومأواهم جهنم وبئس المصير ٧٣.

وقال تعالى : وما كان المؤمنون لينفروا كافة فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون * يا أيها الذين آمنوا قاتلوا الذين يلونكم من الكفار وليجدوا فيكم غلظة واعلموا أن الله مع المتقين ١٢٢ ـ ١٢٣.

الحج « ٢٢ » : إن الله يدافع عن الذين آمنوا إن الله لا يحب كل خوان كفور * أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير * الذين اخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز ٣٨ ـ ٤٠.

محمد « ٤٧ » : ويقول الذين آمنوا لولا نزلت سورة فإذا أنزلت سورة محكمة وذكر فيها القتال رأيت الذين في قلوبهم مرض ينظرون إليك نظر المغشي عليه من الموت فأولى لهم * طاعة وقول معروف فإذا عزم الامر فلو صدقوا الله لكان خيرا لهم * فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الارض وتقطعوا أرحامكم ٢٠ ـ ٢٢.

____________________

ابن عبدالعزى بن أبى قيس وفروة بن عمرو ، وبين أبى سبرة بن أبى رهم وسلمة بن سلامة بن وقش ، وبين وهب بن سرح وسويد بن عمرو ، وبين صفوان بن بيضاء ورافع بن المعلى.

فكانت المؤاخاة قبل بدر ولم يكن بعد بدر مؤاخاة انتهى ما في المحبر.

أقول : غير خفى على المنصف الخبير ان اتخاذ النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله عليا عليه‌السلام في كلتى الدفعتين أخا من بين كبار الصحابة من المهاجرين والانصار خصوصا مع وجود حمزة عمه وجعفر وغيرهما ما كان الا لمزية جلية وفضيلة ظاهرة كانت في على عليه‌السلام ، ولم تكن في أحد من الخلفاء الثلاثة ولا في اكبر منهم من الصاحبة فتامل وانتظر مزيد بيان و احتجاج فيما يأتى في باب فضائله عليه‌السلام.

١٣٨

إلى قوله تعالى : فلا تهنوا وتدعوا إلى السلم وأنتم الاعلون والله معكم ولن يتركم أعمالكم ٣٥.

الفتح « ٤٨ » : هو الذين أنزل السكينة في قلوب المؤمنين ليزدادوا إيمانا مع إيمانهم ولله جنود السماوات والارض وكان الله عليما حكيما * ليدخل المؤمين والمؤمنات جنات تجري من تحتها الانهار خالدين فيها ويكفر عنهم سيئاتهم و كان ذلك عندالله فوزا عظيما * ويعذب المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات الظانين بالله ظن السوء عليهم دائرة السوء وغضب الله عليهم ولعنهم وأعد لهم جهنم وساءت مصيرا * ولله جنود السماوات والارض وكان الله عزيزا حكيما ٤ ـ ٧ إلى قوله تعالى : قل للمخلفين من الاعراب ستدعون إلى قوم أولي بأس شديد تقاتلونهم أو يسلمون فإن تطيعوا يؤتكم الله أجرا حسنا وإن تتولوا كما توليتم من قبل يعذبكم عذابا أليما ١٦.

إلى قوله سبحانه : فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحا قريبا * ومغانم كثيرة يأخذونها وكان الله عزيزا حكيما * وعدكم الله مغانم كثيرة تأخذونها فعجل لكم هذه وكف أيدي الناس عنكم ولتكون آية للمؤمنين ويهديكم صراطا مستقيما * و اخرى لم تقدروا عليها قد أحاط الله بها وكان الله على كل شئ قديرا * ولو قاتلكم الذين كفروا لولوا الادبار ثم لا يجدون وليا ولا نصيرا * سنة الله التي قد خلت من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلا ١٨ ـ ٢٣.

الحجرات « ٤٩ » : إنما المؤمنين الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا و جاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله أولئك هم الصادقون ١٥.

الحديد « ٥٧ » : لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل اولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا وكلا وعد الله الحسنى والله بما تعملون خبير ١٠.

الحشر : « ٥٩ » وما أفاء الله على رسوله منهم فما أوجفتم عليه من خيل ولا ركاب ولكن الله يسلط رسله على من يشاء والله على كل شئ قدير * ما أفاء الله

١٣٩

على رسوله من أهل القرى فلله وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين و ابن السبيل كيلا يكون دولة بين الاغنياء منكم وما آتاكم الرسول فخذوه و مانهاكم عنه فانتهوا واتقوا الله إن الله شديد العقاب * للفقراء المهاجرين الذين اخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلا من الله ورضوانا وينصرون الله ورسوله اولئك هم الصادقون ٦ ـ ٨.

الصف : « ٦١ » يا أيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم * تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون * يغفر لكم ذنوبكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الانهار ومساكن طيبة في جنات عدن ذلك الفوز العظيم * وأخرى تحبونها نصر من الله وفتح قريب وبشر المؤمنين * يا أيها الذين أمنوا كونوا أنصار الله كما قال عيسى بن مريم للحواريين من أنصاري إلى الله قال الحواريون نحن أنصار الله فآمنت طائفة من بني إسرائيل وكفرت طائفة فأيدنا الذين آمنوا على عدوهم فأصبحوا ظاهرين ١٠ ـ ١٤.

التحريم « ٦٦ » : يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم و مأواهم جهنم وبئس المصير ٩.

تفسير : « يسألونك » قال الطبرسي رحمه‌الله : قال المفسرون : بعث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله سرية من المسلمين فأمر عليهم عبدالله بن جحش الاسدي وهو ابن عم(١) النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وذلك قبل قتال بدر بشهرين على رأس سبعة عشر شهرا من مقدمه المدينة ، فانطلقوا حتى هبطوا نخلة فوجدوا بها عمرو بن الحضرمي في عير تجارة لقريش في آخر يوم جمادى الآخرة(٢) وكانوا يرون أنه من جمادى و

____________________

(١) في المصدر : ابن عمة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وهو الصحيح لان ام عبدالله هى أميمة بنت عبدالمطلب عمة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وعبدالله هو عبدالله بن جحش بن رباب بن يعمر بن صبرة بن مرة بن كثير بن غنم بن دودان بن أسد بن خزيمة أبومحمد الاسدى مذكور في التراجم.

(٢) في المصدر : في يوم آخر من جمادى الاخرة.

١٤٠