الملائكة فسجدوا له؟ فقال : يا موسى علم أنّ ذلك منّي فحمدني عليه ، فكان ذلك شكرا لما صنعت إليه (١).
النهي من اقتراب الشجرة
[٢ / ١٢٠٣] روى العيّاشيّ ، عن سلّام بن المستنير ، عن أبي جعفر عليهالسلام «في قوله : (وَلا تَقْرَبا هذِهِ الشَّجَرَةَ) قال : يعني لا تأكلا منها» (٢).
[٢ / ١٢٠٤] وقال ابن بابويه الصدوق : روي عن الحسن بن عليّ بن أبي طالب عليهالسلام أنّه قال : «جاء نفر من اليهود إلى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فسأله أعلمهم عن مسائل ، فكان فيما سأله أنّه قال : لأيّ شيء فرض الله الصوم على أمّتك بالنهار ثلاثين يوما ، وفرض الله على الأمم أكثر من ذلك؟ فقال النبيّ : إنّ آدم لمّا أكل من الشجرة بقي في بطنه ثلاثين يوما ، ففرض الله على ذرّيّته ثلاثين يوما الجوع والعطش ، والّذي يأكلونه بالليل تفضّل من الله عليهم ، وكذلك على آدم» (٣).
***
[٢ / ١٢٠٥] وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة في قوله : (وَلا تَقْرَبا هذِهِ الشَّجَرَةَ) قال : ابتلى الله آدم كما ابتلى الملائكة قبله ، وكلّ شيء خلق مبتلى ، ولم يدع الله شيئا من خلقه إلّا ابتلاه بالطاعة ، فما زال البلاء بآدم حتّى وقع فيما نهي عنه (٤).
[٢ / ١٢٠٦] وأخرجه ابن جرير بلفظ : عن قتادة قال : ثمّ إنّ البلاء الّذي كتب على الخلق كتب على آدم ، كما ابتلي الخلق قبله. إنّ الله ـ جلّ ثناؤه ـ أحلّ له ما في الجنّة أن يأكل منها رغدا حيث شاء ، غير شجرة واحدة نهى عنها ، وقدّم إليه فيها ، فما زال به البلاء حتّى وقع بالذي نهي عنه (٥).
__________________
(١) الدرّ ١ : ١٢٦ ؛ الشكر لله ، لابن أبي الدنيا : ٦٩ ـ ٧٠ / ١٢ ؛ الشعب ٤ : ١٠٣ / ٤٤٢٧ ، باب تعديد نعم الله ـ عزوجل ـ وشكرها ، باختلاف ؛ العظمة ١ : ١٥٠.
(٢) البرهان ١ : ١٨٨ / ١٤ ؛ العيّاشي ١ : ٥٣ / ٢٠ ؛ البحار ١١ : ١٨٧ / ٤١ ؛ مجمع البيان ١ : ١٦٨ ؛ الصافي ١ : ١٧٠.
(٣) نور الثقلين ١ : ٦١ ـ ٦٢ ؛ الفقيه ٢ : ٧٣ ـ ٧٤ / ١٧٦٩ ، كتاب الصوم ، باب علّة فرض الصيام ؛ علل الشرائع ٢ : ٣٧٨ ـ ٣٧٩ / ١ ؛ الخصال : ٥٣٠ ـ ٥٣١ / ٦ ؛ البحار ٩٣ : ٣٦٨ ـ ٣٦٩ / ٤٩ ؛ كنز الدقائق ١ : ٣٦٧.
(٤) الدرّ ١ : ١٣٠.
(٥) الطبري ١ : ٣٣٠ / ٦٠٠.