قائمة الکتاب
4 ـ ا لم تروا كيف خلق الله سبع سماوات طباقا
٣٢٠«وعلم آدم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة فقال أنبئوني بأسماء
«وقلنا يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة وكلا منها رغدا حيث شئتما ولا
إعدادات
التفسير الأثري الجامع [ ج ٢ ]
التفسير الأثري الجامع [ ج ٢ ]
تحمیل
فالتدبير في السماء ثمّ التنزيل إلى الأرض (وَما نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ)(١). (تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيها بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ)(٢). ومن ثمّ تعقّب الآية بقوله تعالى : (وَما كُنَّا عَنِ الْخَلْقِ غافِلِينَ).
قال العلّامة الطباطبائي : أي لستم بمنقطعين عنّا ولا بمعزل عن مراقبتنا وتدبيرنا لشؤونكم ، فهذه الطرائق السبع إنّما جعلت ليستطرقها رسل ربّكم في التقدير والتدبير والتنزيل (٣).
٣ ـ (وَالسَّماءِ ذاتِ الْحُبُكِ)
ماذا يعني بذات الحبك؟
الحبك : جمع الحبيكة بمعنى الطريقة المتّخذة. قال الراغب : فمنهم من تصوّر منها الطرائق المحسوسة بالنجوم والمجرّات ، ومنهم من اعتبر ذلك بما فيه من الطرائق المعقولة المدركة بالبصيرة.
والحبك : المنعطفات على وجه الماء الصافي تحصل على أثر هبوب الرياح الخفيفة. وهي تكسّرات على وجه الماء كتجعّدات الشعر. ويقال للشعر المجعّد : حبك والواحد حباك وحبيكة. قاله الشيخ أبو جعفر الطوسي في التبيان.
من ذلك قول زهير يصف روضة :
مكلّل باصول النجم تنسجه |
|
ريح خريق لضاحي مائه حبك |
مراده بالنجم ، النبات الناعم. وشبّه تربية الرياح له بالنسج ، كأنّه إكليل (تاج مزيّن بالجواهر) نسجته الريح. ووصف الريح بالخريق ، وهو العاصف.
ثمّ وصف ضاحي مائه ـ وهو الصافي الزلال ـ بأنّ على وجهه قسمات وتعاريج على أثر مهبّ الرياح عليه ، وهو منظر بهيج.
فعلى احتمال إرادة التعرّجات المتأرجحة من الآية ، فهي إشارة إلى تلكم التعرّجات النوريّة الّتي تجلّل كبد السماء زينة لها وبهجة للناظرين ، فسبحان الصانع العظيم!
٤ ـ (أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللهُ سَبْعَ سَماواتٍ طِباقاً)(٤)
في هذه الآية توجّه الخطاب إلى عامّة الناس ولا سيّما الامم السالفة الجاهلة حيث لا يعرفون
__________________
(١) مريم ١٩ : ٦٤.
(٢) القدر ٩٧ : ٤.
(٣) راجع : الميزان ١٥ : ٢١.
(٤) نوح ٧١ : ١٥.