[٢ / ٤٠٩] وفي وجه ثالث : (لا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ) بتغيير الملّة وتحريف الكتاب ، على ما قاله الضحّاك (١).
[٢ / ٤١٠] وأخرج ابن جرير عن ابن مسعود في قوله : (وَإِذا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ) قال : الفساد هو الكفر والعمل بالمعصية (٢).
قوله تعالى : (إِنَّما نَحْنُ مُصْلِحُونَ)
[٢ / ٤١١] أخرج ابن إسحاق وابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عبّاس في قوله : (إِنَّما نَحْنُ مُصْلِحُونَ) أي إنّما نريد الإصلاح بين الفريقين من المؤمنين وأهل الكتاب (٣).
[٢ / ٤١٢] وقال مقاتل بن سليمان في قوله : (قالُوا إِنَّما نَحْنُ مُصْلِحُونَ) أي مطيعون (٤).
[٢ / ٤١٣] وأخرج وكيع وابن جرير وابن أبي حاتم عن عبّاد بن عبد الله الأسدي قال : قرأ سلمان هذه الآية : (وَإِذا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قالُوا إِنَّما نَحْنُ مُصْلِحُونَ) قال : لم يجيء أهل هذه الآية بعد (٥).
قلت : يعني بهم : القاسطين والمارقين والناكثين.
[٢ / ٤١٤] وقال مقاتل بن سليمان : يقول الله ـ سبحانه ـ : (أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ) أي العاصون (وَلكِنْ لا يَشْعُرُونَ) بأنّهم مفسدون (٦).
__________________
(١) المصدر : ١٠٥ ، الثعلبي ١ : ١٥٤ ، بلفظ : «تبديل الملّة وتغيير السنّة وتحريف كتاب الله».
(٢) الدرّ ١ : ٧٦ ؛ الطبري ١ : ١٨٢ / ٢٨٦ ، نقلا عن ابن مسعود وعن ناس من أصحاب النبى صلىاللهعليهوآلهوسلم ؛ ابن كثير ١ : ٥٢ ، نقلا عن السدّي في تفسيره عن أبي مالك وعن أبي صالح عن ابن مسعود وعن مرّة الهمداني عن ابن مسعود وعن أناس من أصحاب النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم.
(٣) الدرّ ١ : ٧٧ ؛ الطبري ١ : ١٨٤ / ٢٨٨ ؛ ابن أبي حاتم ١ : ٤٥ / ١٢٤ ؛ القرطبي ١ : ٢٠٤ ، بلفظ : «وإنّما قالوا ذلك على ظنّهم ، لأنّ إفسادهم عندهم إصلاح ، أي إنّ ممالئتنا للكفّار ، إنّما نريد بها الإصلاح بينهم وبين المؤمنين ، قاله ابن عبّاس وغيره» ؛ ابن كثير ١ : ٥٣ ؛ التبيان ١ : ٧٦.
(٤) تفسير مقاتل ١ : ٩٠.
(٥) الدرّ ١ : ٧٧ ؛ الطبري ١ : ١٨٢ / ٢٨٥ ؛ ابن أبي حاتم ١ : ٤٥ / ١٢٣ ؛ ابن كثير ١ : ٥٢ ؛ التبيان ١ : ٧٤ ؛ مجمع البيان ١ : ١٠٤.
(٦) تفسير مقاتل ١ : ٩٠.