قضاة القضاة المعاصرين لهما ، ثم كانت وفاته أواسط ذي الحجة سنة ست وخمسين وتسع مئة) (١) ودفن بقبر والده.
وكان ذكيا سخيا مقداما شهما عليّ الهمة حسن العشرة سليم الفطرة مزاحا حمولا للأذى محسنا لمن له أذى جم الفضائل كثير الفواضل.
وأما مادحوه من الشعراء ممن ليس من رجال هذا التاريخ فخلائق ، منهم من لو لم يمدحه غيره لكفى ، وهو شيخنا بالإجازة شيخ الإسلام أوحد العلماء الأعلام عين الأماثل العظام قس الزمان ولبيد الأوان أبو الفتح زين الدين عبد الرحيم بن عبد الرحمن بن أحمد ابن حسن بن داوود بن سالم بن معالي العباسي الحموي الأصل ثم القاهري ثم الإستنبولي الشافعي المشهور بالسيد العباسي ، ومنهم الشيخ نور الدين علي بن محمد السجودي الخطيب الأزهري الشافعي الشاعر المكثر في مدحه ، وهو الذي نظم قصيدة نبوية قدر ثمانمائة بيت وبعث بها لتقرأ عند الحجرة الشريفة ، وكان من أصحابه الشيخ شهاب الدين بن عبد الغفار المالكي فرأى النبي صلىاللهعليهوسلم في المنام وأخبره أنه قبل هدية الشيخ نور الدين ووعد بالوفاء إن كان اللقاء بالعبارة التي ذكرها صلىاللهعليهوسلم ، ومنهم علي المحلي ، ومنهم عبد اللطيف بن علي بن إبراهيم الديربي ثم المصري الأزهري الأنصاري الشاعر المكثر الذي جمع في مدحه مؤلفه «عقود اللآل في مدح قاضي القضاة الكمال» ولازمه كثيرا سفرا وحضرا برا وبحرا.
٨٣٩ ـ حسن بن عمر النصيبي المتوفى سنة ٩٥٦
حسن بن عمر بن محمد الأصيل العريق البدري بدر الدين ابن أقضى القضاة زين الدين ابن قاضي القضاة جلال الدين الحلبي الشافعي المعروف بابن النصيبي ، وجده اشتغل بالعلم مدة على العلاء الموصلي والبرهان اليشبكي وغيرهما ، ثم رحل لأجل المعيشة إلى الباب العالي فصار يكتب القصص التي ترفع إلى الحضرة الخندكارية باللسان التركي على أحسن وجه وأكمله ، ثم تقرب إلى نيشانجي الباب العالي فقربه وأحبه وصار ظهيره ونصيره في تولية المناصب ودفع كل بلاء ناصب.
__________________
(١) ما بين قوسين أثبتناه نقلا عن در الحبب ، وهو ساقط في الأصل فعلى هذا ألحق المؤلف المترجم له في وفيات ٩٣١ سهوا ، فألحقناه بموضعه. وانظر الترجمة السابقة.