فعاجلتنا فرقة مع ردى |
|
وفوّقت فينا الليالي سهام |
كنا مع الأحباب في لذة |
|
كأننا من طيبها في منام |
آها على رؤية وجه لكم |
|
زاه على الشمس وبدر التمام |
فافترق الشمل وحال القضا |
|
ما بيننا وانحلّ ذاك النظام |
سقى قبورا أنتم سادتي |
|
فيها بدمعي لا بدمع الغمام |
ولين أعطاف إذا ما انثنت |
|
تعلم الأغصان لين القوام |
وله أيضا :
ترى بعد هذا البين والبعد أسمع |
|
بأن لييلات التواصل ترجع |
ويهدا فؤاد لا يقرّ قراره |
|
وجفن قريح بالبكاليس يهجع |
بدور الحمى يا من سرور جمالهم |
|
مقيم له بين الأضالع أربع |
فديتكم هلا وقفتم سويعة |
|
أزوّد طرفي نظرة وأودّع |
أعلل قلبي بالسلامة بعدكم |
|
وأطمع فيما ليس لي فيه مطمع |
وبالجملة إن له أشعارا لا تحصى ، ولو جمعت لكانت هي والأشعار التي مدح بها مجلدات. وقد مدحه كثيرون كالعلاء الموصلي وكالشيخ عبد الرؤوف المصري والحسن السرميني وكالشيخ جابر الشاعر ، فإنه وفد إليه من الجبل الأعلى من معاملة حلب المرة بعد المرة ومدحه بما لا يحصى زيادة وكثرة ، وله فيه كما علمت منظومات سماها «العقد الغالي في مدح الكمالي» ، وقد مر لك نبذ من مدايح هؤلاء فيه عند ذكر تراجمهم. وتولى سوى قضاء مكة في الدولة العثمانية قضاء البحيرة والجيزة وكذا نظر أوقاف القاهرة ونواحيها وعمر إذ ذاك من الأوقاف الداثرة والقابلة العمارة بعد أن (قطع على كثير من أرباب المعاليم معاليمهم ما انتفعوا به واعترفوا بنفعه بعد أن) (١) أطلقوا ألسنتهم فيه عند إرادة قطعها.
وأما ما أنشأه بحلب من العماير فعمارة جددها بالقرب من مزار الشيخ أبي الرجا الرحبي تشتمل على مسجد لله تعالى وتربة اتخذها لنفسه وذريته وإخوته ونقل إليهما علمين قادريا ورفاعيا كانا بمحكمة والده ثم بمحكمته لتوليهما مشيخة الشيوخ (بحلب دون غيرهما من
__________________
(١) ما بين قوسين أثبتناه نقلا عن در الحبب ، وهو ساقط في الأصل.