وأما حديث المصطفى فلكم صفا |
|
لنا منه ورد إذ غدا صاحب السنن |
سقانا شراب الحزن صرفا معتقا |
|
وأبكى لنا طرفا تكحل بالوسن |
وأعطش أكبادا وأجرى مدامعا |
|
وصار حمام الأيك يبكي على الفنن |
ولكنّ ذا أمر إليه مصيرنا |
|
ومن ذا الذي لم يمض بالقطن والكفن |
كساه مبيد الخلق حلة رحمة |
|
ومن ذا الذي يكسو سواه ومن ومن |
وأهدي لخير الخلق خير تحية |
|
وأزكى صلاة دون قطع لها ومن |
٧٠٩ ـ محمود بن محمد بن آجا المتوفى سنة ٩٢٥
محمود بن محمد بن محمود بن خليل بن آجا المقر الأشرف محب الدين أبو الثنا الغزنوي الأصل الحلبي ثم القاهري الحنفي كاتب الأسرار الشريفة بالممالك الإسلامية المعروف بابن آجا.
وقد كانت وظيفة كاتب السر في الدولة الجركسية التوقيع عن الملك والاطلاع على أسراره التي يكاتب بها وعنه كانت تصدر التواقيع بالتولية والعزل.
ولد المقر المحبي كما قال السخاوي سنة أربع وخمسين وثمانماية بحلب ، ودام بالقاهرة بالاشتغال بالعلم إلى سنة ثمان وثمانين ، ثم رجع إلى حلب وزار بيت المقدس. وتميز بذكائه ولطيف عشرته. وولي قضاء الحنفية ببلدته بعد ابن الشهاب الحلاوي في شهر رمضان سنة تسعين بالبذل ، وحج سنة تسعمائة في ضخامة.
وذكره شيخنا جار الله بن فهد المكي في تاريخه فقال : انتهت إليه رياسة البلاد الشامية والمملكة المصرية ، وطلبه سلطانها الأشرف قانصوه الغوري من حلب وولاه كتابة السر بالقاهرة عوض القاضي صلاح الدين بن الجيعان في أول ولايته سنة ست وتسعمائة ، واستمر فيها مدة ولايته بل إلى آخر دولة الجراكسة ، فكان آخر من ولي كتابة السر. قال : ولما حج في عظمته عام عشرين وتسعماية قرأت عليه بمكة أربعين حديثا عن عشرين شيخا من مروياته عنهم أخرجتها له وسميتها «تحقيق الرجا لعلو المقر المحبي ابن آجا» فأعجبه ذلك واغتبط به وأنعم علي بلبس من ملبوسه وقال لي عند الفراغ من القراءة : لا فض الله فاك وبارك فيك كما بورك في أبيك ، قال : وبعد فراغه من المناسك عاد إلى القاهرة وصحبه