إن أجمعوا الخذلان لست بواجم |
|
إن كان شمس الدين لي قد ينصر |
ا ه. (در الحبب).
٦٥٩ ـ يوسف بن عبد الرحمن الحنبلي المتوفى سنة ٩٠٠
يوسف بن عبد الرحمن بن الحسن قاضي القضاة زين الدين أبي البشرى عبد الرحمن التادفي الحلبي الحنبلي جدي سبط الشهاب أحمد بن عبد الواحد بن علي بن محمد بن يوسف ابن محمد ابن الشيخ الإمام شهاب الدين أحمد بن يوسف بن عبد الواحد الأنصاري السعدي العبادي الحلبي الحنفي.
ولد كما أخبرني من أثق به عنه سنة خمس وعشرين وثمانمائة.
وكان من خبره أن والده توفي عنه صغيرا فنشأ تحت كنف خاله ، وحفظ القرآن العظيم وجود الخط وأخذ عن أخواله الأنصاريين صنعة التوريق ومعرفة الشروط لأنهم كانوا عدولا بحلب فضلاء عارفين بشروط الوثايق الشرعية ، ولازم بها محاكم قضاة القضاة الأجلاء المتقدمين بمشيخة الإسلام من ذوي المذاهب الأربعة كالمحب أبي الفضل محمد بن الشحنة الحنفي والبرهان إبراهيم السوبيني الشافعي ـ وكان كما قال السخاوي من أوعية العلم مطرح التكلف على طريق السلف محمود السيرة ـ والعز النحريري المالكي وقاضي الحنابلة سالم ابن سلامة الحموي ، حتى قال السخاوي : إنه حنبله ووقع بين يديه بل ناب عنه ، وهذا منه مشعر بأنه لم يكن حنبليا ، وليس ببعيد لما أنه نشأ بين أظهر أخواله ، وإنما كانوا مقلدين أبا حنيفة رضياللهعنه.
ونسخ بخطه كثيرا من المبسوطات كالبخاري وغيره ، وقابل وصحح وطالع وتصفح ، وكثيرا ما أفتى لمن له استفتى. واتفق له في مقابلة شمائل النبي صلىاللهعليهوسلم للترمذي على نسخة البرهان الحلبي أنه رأى النبي صلىاللهعليهوسلم في منامه ، ووقف على قواعد ابن رجب في مذهب الحنابلة فإذا هو كتاب يفتقر إلى التهذيب وحسن الترتيب فهذبه تهذيبا ورتبه ترتيبا عجيبا وعرض ما وضعه وهو يومئذ بالقاهرة على الإمامين الجليلين الحنبليين الشهاب أحمد الشيشني والبدر محمد السعدي ، فقرظا له تقريظا حسنا ، وناهيك بالمثنّى