بيع بيته بحلب ورحل إلى حماة ورأى أن لا يكون بحلب وذاك بها ، إلى أن آل البيت إلى حفيده البدر حسن وعاد الماء إلى مجراه. ثم أضيف إلى القاضي رضي الدين قضاء الحنابلة بحلب سنة ثمانماية وإحدى وتسعين فجعل توقيعه (الحمد لله مظهر الحق). ثم عزل بجدي سنة خمس وتسعين. وكان قد تجمع عليه للخزائن الشريفة بسبب كتابة السر ونظر الجيش مال ، فامتحن بالاعتقال بحلب.
ومن شعره ما ضمنه مصراعا للشريف الرضي الموسوي :
إن المكارم والأخلاق ترفعني |
|
إلى العلا أتخطى كل مختدم |
جدي النبي وأمي بنته وأبي |
|
وصيه وجدودي خيرة الأمم |
وقوله في مطلع مدح :
قسما بنار في الحشا تتسعر |
|
وأسى يزيد ومهجة تتفطر |
وصبابة لا منتهى لأقلها |
|
وجوى يفيض ومقلة تتقطر |
إني على عهد المحبة ثابت |
|
تتغير الدنيا ولا أتغير |
لا أنقض الود الذي أبرمته |
|
حاشا لمثلي في هواكم يغدر |
أنا حبكم قد حل بين جوانحي |
|
فلذا السلو بخاطري لا يخطر |
إلى أن قال :
ولرب دهر قد تناعس وانثنى |
|
وغدت سهام خطوبه لي توتر |
أمضى صوارمه لنحري عامدا |
|
فكأنه شرر لحربي ينظر |
وأراه للحرمان مبتسما ولي |
|
يفتر عن أنيابه ويكشر |
ثم قال :
هذي أسايا الدهر يخفض كاملا |
|
والنذل فيها لا يزال يصدّر |
جار الأعادي في المظالم وافتروا |
|
وأتوا ببغي زائد وتكبروا |
ثم قال :
إن أبرموا سوءا فربي حسبنا |
|
هو ملجأي إن أضرموا أو أضمروا |