ولو قال : لقرابة النبي عليهالسلام فهو لأولاد عبد المطلب وأولاد هاشم ، دون بني عبد شمس وبني نوفل ، والأقرب دخول بني المطلب هنا.
______________________________________________________
قوله تعالى ( قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى ) (١) ، قيل : يا رسول الله من قرابتك هؤلاء الذين وجبت علينا مودتهم؟ قال : « علي وفاطمة عليهماالسلام وابناهما » (٢) ، ذكره صاحب الكشاف وغيره.
وهذا معنى آخر للقرابة بالنسبة إليه عليهالسلام سوى الأول ، وهو قاض بأن للنبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم في القرابة معنى خاصا به ، للقطع بأن القرابة في حق غيره لا تقتصر فيها على إحدى بناته وأولادها وبعلها الذي هو من شجرته ، فالمرجع حينئذ إلى العرف ، ومثل ما قلناه فيما لو أوصى لقرابته يجيء فيما لو أوصى لقرابة غيره بغير تفاوت.
قوله : ( ولو قال : لقرابة النبي فهو لأولاد عبد المطلب وأولاد هاشم ، دون بني عبد شمس وبني نوفل ، والأقرب دخول بني المطلب هنا ).
لا ريب في دخول أولاد عبد المطلب وأولاد هاشم في قرابة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم فإذا أوصى لقرابته صلىاللهعليهوآلهوسلم دفع إليهم دون بني عبد شمس وبني نوفل ، والأقرب عنده دخول بني المطلب في ذلك لقوله عليهالسلام : « نحن وبنو المطلب لم نفترق في جاهلية ولا إسلام » (٣). فجعل بني هاشم وبني المطلب كالجماعة الواحدة والقبيلة المنفردة بقوله : ( لم نفترق ) ، إذ ليس المراد الافتراق المكاني ، فكان لهم حكم بني هاشم في تناول لفظ القرابة لهم ، فكل ما جرى على هذا اللفظ من الأحكام الشرعية جرى عليهم.
__________________
(١) الشورى : ٢٣.
(٢) الكشاف ٣ : ٤٦٧.
(٣) المعتبر ٢ : ٦٣١.