قائمة الکتاب
المقدمات (5 ـ 208)
المقدمة العاشرة في نبذة ممّا جاء في تمثّل القرآن يوم القيامة
سورة الحمد (209 ـ 353)
سورة البقرة (355 ـ 647)
في بيان دلالة الحروف المقطّعة على حقائق أسماء الله سبحانه
٣٨٣تفسير «اولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى فما ربحت تجارتهم
إعدادات
مجد البيان في تفسير القرآن
مجد البيان في تفسير القرآن
المؤلف :آية الله الشيخ محمّد حسين الإصفهاني النجفي
الموضوع :القرآن وعلومه
الناشر :مؤسسة البعثة
الصفحات :663
تحمیل
وقد ورد هذه اللّفظة و (كهيعص) في الدعاء مكرّرا (١) ، إما مقسما بهما ، أو جعلهما مدخولي حرف النداء. والظاهر أنّ لهما شأنا ومكانا لمن كان من أهله.
وهذا ممّا يؤيّد كون مدلولهما من حقائق الاسماء الالهيّة.
وممّا أشرنا إليه في (عسق) من اجتماع القدرة والعلم يمكن استخراج وجه آخر لدلالة فواتح السور على زمان الملك في الجملة ، وهو : أنّ كلّ موضع كان بعض الحروف دالّة على الملك أو القدرة أو القوّة أو ما شاكلها ، فهو يقتضي ظهور معانيها في مظاهر باقي الحروف المجتمعة معه. فهيهنا يدلّ على ملكية العالم السميع ، وفي سائرها على هذا القياس. وحينئذ لا يلزم أن يكون كلّ فاتحة بل خصوص ما كان بعض تلك الحروف دالّة على أشباه الملك والقدرة ، ولكن ربّما يترائى من خبر «أبي لبيد» (٢) عموم الحكم لجميع فواتح السور.
ثّم إنّ الظاهر أنّ ما ذكرناه من كون حروف التهجّي دالّة على حقائق الاسماء هو مبنى علم الحروف وأحكامه وآثاره الّتي يرتّبونها ؛ إذ لو لا ذلك لكان ترتّب تلك الآثار والخواصّ والاحكام بعيدا.
وربّما يظهر للناظر في تفصيل ذلك العلم ما يشهد لما ذكرنا ويوضحه.
ثمّ إنّ تلك الاسماء الالهيّة تنقسم إلى اسم أعظم هو بمنزلة الكلّ في وحدة ، وإلى أسماء جمال ورحمة وكرم ، وأسماء جلال وقهر وانتقام ، وإلى أسماء متعلّقة بالابداء كاسم المبدء ، وإلى [أسماء] متعلّقة بأحكام الاعادة كالمعيد ، وإلى أسماء
__________________
(١) كدعاء «اللهم يا شاهد كل نجوى» نقله المحدث القمي (ره) في مفاتيح الجنان عن الاقبال والمصباح ، وفيه : «وأسئلك باسمك الذي شققت به البحار و... وبحق طه ويس وكهيعص وحمعسق و...».
(٢) إشارة إلى خبر العياشى المتقدم عنه ، عن أبي جعفر ـ عليهالسلام ـ لقوله ـ عليهالسلام ـ : «وليس من حروف مقطعة حرف تنقضى أيامه إلا وقائم من بني هاشم عند انقضائه.» فراجع ص ٣٥٩ و ٣٦٠.